ترك برس

استبعد رئيس الإقليم الكردي في العراق، مسعود بارزاني، مشاركة تركيا في عملية تحرير مدينة الموصل، مشيرًا إلى أنها "قد تقدم المساعدة للقوات المشاركة في العملية، ولا داعي لمشاركتها بشكل مباشر؛ فالحكومة العراقية تعارض ذلك".

وقال بارزاني، في مقابلة مع صحفية "لوموند" الفرنسية، إن "تركيا أيضاً لا تُريد دخول الموصل، ومنذ بدء الحرب على داعش تركيا كانت لها معسكرين في المنطقة وتقدم الدعم للعناصر المحلية التي تم تدريبها من أجل العملية العسكرية على الموصل، وفي الوقت الراهن فإن لتركيا معسكر واحد، وهو ضمن موافقة الحكومة العراقية".

من جهة أخرى، انتقد بارزاني سياسات تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، مبينًا أن التنظيم "يُسيطر على كل المناطق التي يعيش فيها الأكراد (في سوريا)، ويقوم بتطبيق سياسات منظمة (بي كا كا) هناك".

وأعرب بارزاني - بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء - عن قلقه حيال مستقبل أكراد سوريا، مشيرًا أن الاتحاد الديمقراطي يُسيطر على كل المناطق التي يعيش فيها الأكراد، ويقوم بتنفيذ سياسة منظمة "بي كا كا" هناك، وتركيا في حالة حرب مع الأخيرة.

وأضاف أن حزب الاتحاد الديمقراطي يقوم باتباع سياسة أحادية، ولم يهيئ أجواءً للمشاركة، كما لم يتبع سياسة تتلائم مع طبيعة المنطقة، ولا يزال يدعم النظام السوري، ولم يتصالح مع المعارضة السورية، مبيناً أن تلك التطورات تشير إلى أن مستقبل الأكراد في سوريا "ليس مضيئاً".

والموصل (مركز محافظة نينوى) أكبر مدينة عراقية يسيطر عليها التنظيم المتشدد، منذ يونيو/حزيران 2014، بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة منها، وبدأت الحكومة العراقية مايو/ أيار الماضي، في الدفع بحشودات عسكرية قرب الموصل، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من "داعش"، كما تقول الحكومة إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.

ونقلت الجزيرة نت عن مصادر تركية مطلعة قولها إن حكومة أنقرة تستعد لعملية عسكرية في المستقبل القريب في الموصل بشمال العراق، على غرار عملية درع الفرات في شمال سوريا، وصرح الرئيس التركي بأن العراق بحاجة إلى عملية مشابهة لدرع الفرات.

وأوضحت المصادر نفسها أن خطط العملية العسكرية التركية في العراق جاهزة، وأنها تستند إلى اتفاقية مبرمة بين تركيا وبريطانيا في الربع الأول من القرن الماضي، ضمت بموجبها ولاية الموصل إلى العراق مقابل منح تركيا حق حماية التركمان.

ويوجد عشرات من الجنود والمدربين الأتراك في مدينة بعشيقة شمال الموصل، وتقدم أنقرة تدريبا عسكريا لقوات البشمركة الكردية والحشد الوطني من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي السياق نفسه، ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العراق بحاجة إلى عملية مشابهة لعملية درع الفرات، وأن حل مشكلة الموصل يمر عبر الاستماع إلى وجهة نظر تركيا، داعيا الحكومة العراقية والدول المؤثرة في المنطقة إلى دعم مبادرته.

وكان الجيش التركي قد بدأ في 24 أغسطس/آب الماضي حملة برية وجوية دعما لفصائل الجيش السوري الحر لدحر تنظيم الدولة عن الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا والحيلولة دون توسع قوات سوريا الديمقراطية غربي نهر الفرات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!