ترك برس

شهد عام 2016 الحديث عن العديد من مشاريع لمد خطوط أنابيب الغاز والنفط إلى تركيا. ومن هذه المشاريع ما هو قديم أعيد تشغيله من جديد مثل خط كركوك جيهان بين العراق وتركيا، ومنها ما هو محل بحث ودراسة بين تركيا وإسرائيل وروسيا. وفيما يلي عرض لهذه المشروعات.

خط أنابيب كركوك جيهان

ينقل هذا الخط النفط من حقول قرب مدينة كركوك شمالي العراق إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، ويمتد بطول 941 كيلو متر. بدأ العمل في هذا الخط في ثمانينيات القرن الماضي، ولديه القدرة على ضخ 1.6 مليون برميل في اليوم الواحد، لكنه عادة ما يضخ 500 ألف برميل يوميا .

تعرض الخط للتوقف عدة مرات منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 حيث طالته عمليات التخريب والهجمات كان آخرها الهجوم الذي تعرض له في فبراير/ شباط من هذا العام على يد إرهابيين من حزب العمال الكردستاني، ولم يعد تشغيله إلا في شهر يوليو الماضي بعد تعزيز القوات التركية الإجراءات الأمنية على الخط بهدف الحيلولة دون توقفه عن العمل من جديد.

خط أنابيب إسرائيلي لتركيا

بعد ست سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل في أعقاب اعتداء البحرية الإسرائيلية على السفينة التركية مافي مرمرة التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة لتوصيل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، وقعت البلدان في يونيو الماضي اتفاقا لتطبيع العلاقات بينهما.

يعد ملف الطاقة عاملا مساعدا في تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، ويحقق لهما فوائد مشتركة، فتركيا ترغب في تنويع مصادر الغاز بحيث لا تبقى رهينة للقرار الروسي المزود الرئيس لتركيا بالغاز، بينما ترغب إسرائيل في الوصول إلى الأسواق الأوروبية عبر بوابة أنبوب الغاز التركي، كما أنها تحتاج إلى استثمارات أجنبية من أجل تطوير حقل لفيتان للغاز.

وفي شهر أكتوبر الماضي وخلال زيارة وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينيتس تركيا اتفق مع نظيره التركي برات البيراق على بدء مباحثات لدراسة إمكانية إنشاء أنبوب غاز يربط بين البلدين تحت البحر لإمداد تركيا بالغاز الطبيعي ومنها إلى أوروبا.

ثمة عقبة وحيدة  قد تحول دون إنشاء الخط الذي سيمر عبر المياه الاقتصادية القبرصية،إذ من  غير المحتمل أن توافق الحكومة القبرصية على إقامة الخط دون تحقيق تسوية للقضية القبرصية. لكن الجانبين التركي والإسرائيلي قادران على المضي قدما في المشروع رغم المعارضة القبرصية استنادا للدعم الأمريكي للتقارب بينهما، وعلى أمل أن تسفر مفاوضات توحيد الجزيرة عن نتائج إيجابية تلين الموقف القبرصي.

خط أنابيب تاناب للغاز مع أذربيجان

بدأ مشروع خط الأنابيب العابر للأناضول (تاناب) الذي سينقل الغاز الأذربيجاني إلى تركيا في مارس آذار من عام 2015 ، واستمر العمل في بنائه خلال 2016 ، ويتوقع أن يكتمل في الربع الثالث من عام 2018 .

ومن المتوقع أن ينقل تاناب 16 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من حقل شاه دنيز 2 الأذربيجاني في بحر قزوين والذي يعد من أضخم حقول الغاز في العالم ويطوره كونسورتيوم بقيادة "بي بي".

وسيمتد خط الأنابيب بطول 1850 كيلومترا من حدود تركيا مع جورجيا إلى حدود تركيا مع بلغاريا واليونان، وتتراوح تكلفته الأولية بين 10 إلى 11 مليار دولار.

وفي شهر يوليو من العام الحالي أعلن عن التعاقد مع شركة سوكار لتزويد الخط بأسلاك الألياف الضوئية، وستسهل هذه العملية إقامة اتصالات ثنائية بين مركز الرقابة وخط الأنابيب ومحطتي الضغط والكتلة. وفي الأول من ديسمبر /كانون الأول أعلنت شركة هانويل  الرائدة في مجال حلول السلامة تعاقدها لمد خط تاناب بنظام للسلامة وتوفير المكافحة المتكاملة.

ووفقا لوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، برات البيراق، يتوقع أن يكتمل 55% من تاناب بنهاية العام الحالي. وسيسمح هذا الخط لتركيا بأن تكون مركزا للطاقة،وسيوفر بديلا لإمدادات الغاز الأوروبية.

خط السيل التركي " تورك ستريم "

أعلن عن "السيل التركي" رسميا في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2014 من طرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته تركيا. ويتألف المشروع من أربعة خطوط تبلغ قدرتها الإمدادية الإجمالية 63 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، وتقتصر المرحلة الأولى من المشروع على مد خط وحيد من الخطوط الأربعة بطاقة استيعابية تناهز 16 مليار متر مكعب سوف تذهب كلها لسد احتياجات تركيا من الغاز الطبيعي.

ومع توتر العلاقات بين البلدين في أعقاب إسقاط المقاتلات التركية طائرة روسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أعلنت موسكو تعليق المفاوضات مع أنقرة بخصوص تنفيذ المشروع.

ومع استعادة العلاقات الكاملة بين البلدين في أغسطس/ آب بعد زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان موسكو، شهد الربع الأخير من العام مزيدا من الخطوات الجدية نحو اكتمال مشروع السيل التركي. أولى هذه الخطوات جاءت بإعلان أردوغان عن اتفاقه مع بوتين على تحمل الجانبين تمويل المشروع مناصفة بينهما.

تلا ذلك إعلان شركة غازبروم الروسية في شهر سبتمبر/أيلول أنها حصلت على تصريح من السلطات التركية لبناء القسم البحري من الخط، وذلك في إطار إجراءات استئناف المشروع.

وفي العاشر من أكتوبر/ تشرين أول وقع وزير الطاقة الروسي ونظيره التركي اتفاقا لبناء الخط  الذي يمر تحت البحر الأسود بحضور الرئيسين أردوغان وبوتين.وأعقب ذلك موافقة البرلمان التركي على الاتفاق في الثاني من ديسمبر/ كانون الثاني بأغلبية كبيرة، بعدها أصدر الرئيس أردوغان مرسوما رئاسيا بالتصديق على الاتفاق. وتبقى الخطوة الأخيرة وهي موافقة مجلس النواب الروسي " الدوما " الذي سيجري تصويتا حول الاتفاق في يناير/ كانون الثاني من العام الجديد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!