ترك برس

تحت عنوان "القدس.. الماضي والحاضر والمستقبل"، انطلقت في مدينة إسطنبول التركية أعمال مؤتمر القدس الدولي في أكبر حدث دولي من نوعه منذ اندلاع أزمة المسجد الأقصى المبارك أواسط يوليو/تموز الماضي، حيث أعاد تسليط الضوء على القدس مع ازدياد التوتر في مناطق عدة بالمنطقة.

وانطلقت أعمال المؤتمر الذي تنظمه جامعة "مدنيت" وجمعية براق وبلدية عمرانية، صباح السبت بمشاركة ناشطين دوليين عاملين في مجال الدفاع عن القدس، وشخصيات سياسية من عدد كبير من دول العالم، بحسب شبكة الجزيرة القطرية.

وأطلق المشاركون في المؤتمر دعوات للعمل على حماية مدينة القدس، وإعادة الاعتبار لمكانتها المركزية على أجندة العالم الإسلامي، وحذروا من خطورة مشاريع التهويد التي تستهدف المدينة.

وتحدث في جلسة الافتتاح رئيس جمعية البراق آدم حياة، ورئيس جامعة مدنيت أحمد كواس، ورئيس بلدية عمرانية حسن جان، الذين استعرضوا نماذج من أعمال المؤسسات التركية والدولية في الدفاع عن القدس.

كما تحدث في الجلسة مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري، ورئيس مجلس برلمانيون لأجل القدس البشير جار الله، إضافة لممثلين عن الحكومة التركية ووزارة الأوقاف وأكاديميين مهتمين بالشأن المقدسي.

وانعكست إجراءات الاحتلال في القدس بوضوح على أجندة مؤتمر القدس الدولي، الذي ناقشت أولى جلسات يومه الأول مكانة القدس التاريخية عبر محاضرات ولقاءات عن المدينة في الديانات السماوية الثلاث، وحول ملكية المسجد الأقصى كما يوضحها القرآن الكريم، إضافة إلى دراسات مقارنة تاريخية بين الهجمات الصليبية والإسرائيلية على القدس.

وناقشت الجلسة الثانية واقع القدس في العهد العثماني، عبر دراسة الحالة الإدارية ومناهج تملك المسلمين في القدس، ودور القدس في مواجهة الاستعمار خلال الحقبة العثمانية.

أما الجلسة الثالثة، فتناولت الإرث الثقافي العثماني في القدس عبر تسليط الضوء على نماذج من الأوقاف العثمانية، وملكيتها مثل أوقاف القرآن الكريم.

كما أقيم على هامش المؤتمر معرض توثيقي عرضت فيه عشرات الوثائق والمخطوطات العثمانية التاريخية عن القدس وأوقافها والتشريعات والنظم التي كانت سارية فيها في العهد العثماني.

بدوره، أكد الشيخ صبري أن المؤتمر سلّط الضوء على المكانة الحضارية والثقافية والدينية للقدس وبيان حق المسلمين فيها، مضيفا أن الاهتمام الكبير الذي أظهره حجم المشاركة يعكس اهتمام المسلمين بالقدس وتحملهم المسؤولية عنها، باعتبارها تعاني من ظلم الاحتلال.

وقال مفتي القدس إن رسالة المؤتمر هي أنه لا بد من رفع الظلم عن القدس بإزالة الاحتلال عنها، معتبرا أن قضية القدس عانت من الإهمال خلال الفترة الماضية، قبل أن تعيد هبة المقدسيين توجيه البوصلة لها في رفضهم لإغلاق المسجد الأقصى أو إحاطته بالبوابات الإلكترونية.

وأشار في المقابل إلى أن إسرائيل صعدت إجراءاتها الانتقامية بحق المقدسيين منذ انتصارهم في "أزمة الأقصى" في 27 يوليو/تموز الماضي، عبر إجراءات عقابية طالت المئات منهم وتمثلت بهدم المنازل والاعتقالات والإبعاد عن الأقصى.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!