ترك برس

تباينت آراء المحللين والمراقبين للشأن التركي حول أهداف العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات المسلحة التركية يوم 11 مارس/ آذار 2018 ضد معسكرات تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور، شمالي العراق.

وتقول تركيا إن قواتها المسلحة تسعى من خلال عملياتها العسكرية، إلى تدمير أسلحة ومواقع وملاجئ التنظيم المصنف في قائمة الإرهاب، وتوفير أمن الحدود التركية مع العراق، ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى الداخل التركي.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، يوم الأربعاء، إن "العملية العسكرية ضد (PKK)، في جبال قنديل (شمالي العراق)، تتقدم خطوة خطوة، ودخلت قواتنا بعمق 40 كلم في المنطقة، وتسيطر على مساحة تقدر بـ 400 كلم مربع".

وتعتبر جبال قنديل المعقل الرئيسي للتنظيم المذكور الذي يحظى بدعم عسكري وسياسي من دول غربية عدّة، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هناك ينطلق عناصره لشن هجمات إرهابية ضد تركيا وشعبها وقواتها الأمنية.

الكاتب والمحلل التركي، أوكتاي يلماز، يرى أنه يجب النظر إلى عملية تطهير قنديل في إطار القرار التركي بضرورة التحرك لتنظيف الحدود الجنوبية للبلاد من العصابات الإرهابية أياً كانت.

واعتبر يلماز، في تقرير بصحيفة "ديلي صباح" التركية، أنه على إثر هذا القرار الإستراتيجي لمجلس الأمن القومي التركي أطلق الجيش عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" في شمال سوريا.

وبحسب يلماز، فإن "عملية الحزم" تُنفذ على مراحل: التقدم نحو قنديل خطوة بخطوة، بعمليات برية للقوات الخاصة، ومن ثم تحرير القرى والبلدات الخاضعة للتنظيم الإرهابي، وبعد ذلك تأسيس قواعد عسكرية ومراكز مراقبة، ومحاصرة الإرهابيين في معاقلهم الرئيسية وضربها بعمليات برية وجوية مشتركة.

واعتبر المحلل التركي أن الكلام عن أن العملية أطلقت لأغراض انتخابية ليس صحيحا، لأنها بدأت في 11 مارس، أي قبل إعلان الانتخابات المبكرة، وهي تتقدم بحسب الخطّة العسكرية المرسومة لها.

وأكّد أن العملية ستستمر شهورا، ومن غير المنطقي استغلالها لأجل الانتخابات التي ستجرى خلال الأيام المقبلة. بيد أنه بكل تأكيد سيكون لنتائج هذه العملية الكبيرة انعكاسات وارتدادات داخلية وخارجية.

وأضاف: نحن أمام تطبيق وتنفيذ قرار الدولة التركية الحازم القاضي بإزالة الإرهاب من على حدودها الجنوبية بعد إنهائه داخلها، بل عدم السماح للقوى الإقليمية والدولية باستخدام التنظيمات الإرهابية لتهديد أمن وسلامة البلاد. تركيا قادرة على حماية نفسها من أي عبث.

في السياق، أشارت قناة الجزيرة القطرية، في تقرير لها إلى أنه لا يعرف بعد دوافع أردوغان المباشرة، فقوّات بلاده تشن فعليا غارات على حزب العمال شمالي العراق، بل إن الجيش التركي زاد من عملياتها داخل الأراضي العراقية.

لكن يُعتقد - بحسب الجزيرة - أن الرجل المقبل على انتخابات رئاسية حاسمة بعد أقل من ثلاثة أسابيع، يحتاج إلى قضية متماسكة وتحظى بإجماع تركي قومي عليها، وليس ثمة أفضل من خطر مسلحي (PKK) على البلاد ما يوحد الجميع أو الكثيرين على الأقل حوله.

وفي رأي كثيرين فإن تحول أنقرة إلى رقم صعب في التحالفات الدولية والإقليمية على خلفية ما يجري في سوريا والانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، منح أردوغان فرصة تاريخية نادرة للعب على تناقضات القوى العظمى ودفعها لإغماض عينيها عن خططه فيما يتعلق بمسلحي (PKK)، الأمر نفسه يستثمر داخليا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!