أكرم كيزيلتاش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

كنا أمس في إيران مع رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان. هذه الزيارة التي جذبت إليها الأنظار والاهتمام قبل أن تبدأ. وإذا ما أخذنا التطورات الأخيرة في المنطقة فإننا يمكننا القول أن المحادثات بين رئيسي الدولتين ستتمخض عن نتائج مهمة.

وقد أفقدت التصريحات التي أدلى بها رئيس الجمهورية أردوغان فيما يخص التطورات في اليمن أي أهميّة للإشاعات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام في بلدنا حول زيارة إيران.

تدرك إيران أهمية تركيا كما تدرك تركيا أهمية إيران. لا أهمية لما يقوله البعض فإيران مدينة في وصولها إلى النقطة التي وصلت إليها فيما يخص امتلاك التكنولوجيا النووية لسياسة تركيا المستقلة ولموقف رجب طيب أردوغان القوي في المحافل الدولية.

أمرٌ مهم آخر يجب لفت النظر إليه في هذا الخصوص هو دفاع تركيا عن حقها وحق الدول الأخرى في امتلاك الطاقة النووية السلمية إلى جانب تسليطها الضوء على ازدواجية المعايير في هذا الخصوص.

يعتبر وضع إيران كبلد بشكل عام ووضع شعبها من المواضيع التي تثير الفضول بكثرة. لأنها دولة تعيش منذ فترة ليست بالقصيرة تحت العقوبات التي فرضتها عليها الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وطبعاً من المهم معرفة ما يفكر فيه مواطنو دولة تعيش تحت العقوبات التي تمنعها من تأمين أي شيء باستثناء الاحتياجات الحياتية المهمة. والأهم من ذلك هو معرفة رأي الشريحة المثقفة التي تعد بمثابة المترجم لما يعيشه الشعب.

كان برنامج زيارة رئيس الجمهورية والوفد المرافق له مكثفاً جداً. ولا تكفي هذه الزيارة القصيرة والمكثفة والتي لا تتعدى اليوم الواحد في طهران للوصول لنتائج مهمة فيما يخص الموضوع العراقي. ولكن الموضوع الذي يثير فضولي هو موقف المعارضة التي تعارض حكومة حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان منذ سنوات من هذه الزيارة.

فهذه المعارضة دأبت على معارضتها لحكومة بلدها ولبلدها في الكثير من المواضيع وعلى رأسها الموضوع السوري بلا أي وجهة نظر عادلة. برأيي هذا سؤال مهم. لأنه توجد معارضة لا تستند إلى أية أسباب منطقية لسياسة تركيا الخارجية والتي تحاول تركيا أن تكون مراعية لقواعد السياسة الدولية. علماً أن إيران دولة تنفذ بكثرة العديد من الأفعال التي تُتّهم تركيا بها، لذلك من الطبيعي أن يفكر الإنسان بوجود وضع مشابه للحكومة هناك. فمثلاً لدى الدولتين مشاريع تنفذانها أو تحاولان تنفيذها في الدول الأخرى مثل العراق وسوريا واليمن في الفترة الأخيرة، فهل توجد في إيران معارضة لكل خطوة تقوم بها الحكومة كما هو الوضع عندنا؟

بعد أن دعمت إيران الأسد في المسألة السورية بسبب مصالحها وتسببت في مقتل مئتي ألف شخص وتهجير ما يقرب من خمسة ملايين شخص، هل يوجد في إيران من اعترض على سياسة الحكومة وقال عباراتٍ مثل "لقد كانت سياستنا في سورية خاطئة" و"قد قمنا بأشياء لم يكن من المفترض بنا فعلها" و"قد دمرنا ذلك البلد"؟   

هل كان بإمكان إيران إيقاف نهر الدم المتدفق في سوريا؟

هل هناك من يتحدث عن أشياء كان من المفترض على إيران أن تفعل أشياء لم تفعلها في الماضي في سبيل إحلال السلام في سوريا؟ لأنّ إيران لو أنّها قامت بتحذير الأسد قبل وأثناء أحداث الانتفاضة السورية التي بدأت في آذار/ مارس 2011 لعدم استخدام الأسلحة الثقيلة ضد شعبه فمن المحتمل أن الأمور لم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه. ولو أن إيران طلبت تغييراً متدرجاً لا يضر بمصالحها في سوريا فهناك احتمال كبير بأن ذلك كان ليحصل... هل هناك من يتحدث عن أن سياسة إيران المذهبية هي التي دفعتها إلى دعم فئة في سوريا على حساب الفئات الأخرى؟

هل يستطيع موظفو الجهات الأمنية أن يوقفوا ويفتشوا شاحنة تابعة للاستخبارات الإيرانية كما حدث عندنا عندما يتعلق الحديث بإرسال إيران للقوات المسلحة والأسلحة إلى سوريا؟ هل هناك في إيران من يتنصت على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ثم يعطي هذه التسجيلات لمنافسي الدولة وحتى لإعدائها؟ فمثلاً هل هناك في ذلك البلد من يسجل ما يدور في اجتماع سري حول اليمن ثم ينشره في مواقع التواصل الاجتماعية؟

وجهة النظر الإيرانية فيما يخص اليمن

عندما تذكر إيران فإن هناك أشياء لا حصر لها تتبادر إلى الذهن... هل هناك مثلاً من يعترض بشكل صريح على الدور الإيراني المباشر في الأحداث والفوضى التي تعيشها اليمن منذ زمن بعيد؟ هل يمكن أن تكون علاقة إيران المباشرة بحزب الله موضوعاً للنقاش في ذلك البلد؟

هل هناك من يستطيع القول ما الذي نفعله في العراق؟ ماذا تعنينا الحرب مع داعش ولماذا لا تتولى الحكومة العراقية تلك الحرب؟

وفيما يخص إيران وعلاقتها بالولايات المتحدة التي كانت دائماً تصفها بالشيطان الأكبر هل تستطيع الشريحة المثقفة في ذلك البلد أن تعبر عن رأيها بصراحة فيما يخص التقارب الذي تقوم به إيران في الفترة الأخيرة مع الولايات المتحدة؟

كل هذه الأسئلة هي مجرد فضول ولا يمكن إيجاد جواب عن العديد منها بطبيعة الحال.

وسأتشارك معكم الأجوبة التي أستطيع الحصول عليها في قادم الأيام إن شاء الله.

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس