روشن تشاكر – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

الحكومة التركية منزعجة من الذين يتهمونها بأنّ "الحراك العسكري الذي ستقوده تركيا على الحدود السورية يهدف إلى توجيه ضربة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وبمعنى آخر أنّ هذا الحراك العسكري يهدف إلى إعاقة النفوذ الكردي هناك".

كنا يوم أمس نحن ومجموعة من الصحفيين في اجتماع مع مسؤول رفيع المستوى في الحكومة التركية، وقد أكد لنا أنّ "المشكلة الأساسية تتمثل بداعش، والحكومة لن تتخذ من حزب الاتحاد الديمقراطي هدفا لها على الإطلاق".

الحكومة التركية قلقة من توسع داعش وانتشاره إلى الغرب، وتحديدا لا تريد الحكومة زيادة قوة ونفوذ داعش في وجه الجيش السوري الحُر في منطقة جرابلس، لما سينتج عنه ذلك من موجة هجرة جديدة، وهذا ما تسعى الحكومة التركية إلى الحيلولة دون حدوثه.

وأشار نفس المسؤول، إلى أنّ احتمال سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على المنطقة الواصلة بين عفرين وكوباني، وبمعنى آخر تشكيل "ممر كردي" على الحدود التركية، أمرٌ غير وارد في المرحلة الحالية.

وأثناء تبادلنا للأحاديث كان يصف المسؤول التركي رفيع المستوى داعش بأنها "منظمة ارهابية خطيرة"، فيما كان يصف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بأنه "قد يصبح عقلانيا وقد يصبح له دور هام"، وقد أكّد على أنّ "سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على تل أبيض هو في مصلحة تركيا، لكن أنْ يتم التصرف على المناطق التي يسيطر عليها الحزب بمبدأ الفتوحات، فهذا سيخلق نزاعات ومشاكل عديدة في المنطقة على المدى المتوسط والبعيد".

وعندما سألنا نفس المسؤول عما تنتظره أنقرة من حزب الاتحاد الديمقراطي أجاب قائلا: "عليهم التراجع عما يقومون به، ويجب عودة كل الناس إلى تل أبيض، وعليهم إنزال ذلك العلم، وعليهم العمل مع بقية العناصر المتواجدة هناك. إذا أرادوا القيام بأعمال مماثلة لأعمال تطهير عرقية فستحدث مشاكل عديدة، وتركيا ستتضرر كثيرا إلى ما حصل نزاع كردي-عربي، ونحن سنقف مع كل من يقف في وجه هذا الاحتمال".

وفي نهاية هذه المقالة، أريد نقل بعض الملاحظات التي لاحظتها في هذا الاجتماع الذي استمر قرابة الثلاث ساعات:

1-   أنقرة على وشك الوقوف بصورة واضحة وعلنية في وجه داعش وذلك لأول مرة.

2-   أثبتوا أنّه لا يوجد خلاف مع القوات المسلحة التركية.

3-   يُعتقد أنّ نظام الأسد بحاجة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، لكن الأخير ليس مرتبطا بنفس القدر مع دمشق.

4-   قنوات أنقرة مع حزب الاتحاد الديمقراطي ستبقى مفتوحة دوما.

5-   الأحاديث التي رافقت ما جرى في تل أبيض حول أنّ "حزب الاتحاد الديمقراطي أخطر من داعش" هي مجرد أحاديث من السياسة الداخلية، بينما حقيقة السياسة الخارجية تختلف عن ذلك.

عن الكاتب

روشن تشاكر

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس