مولاي علي الأمغاري - خاص ترك برس

تتشابه حملات التضليل الإعلامي تجاه تركيا ورئيسها الملهم السيد رجب طيب أردوغان، سواء كانت من الإعلام الغربي أو التركي المعارض أو الإيراني أو بعض المنابر العربية، هدفها واحد هو تشويه صورة الرئيس أردوغان وحزبه وإسقاط صورته والتنقيص من كفاءته والتقليل من إنجازاته العظيمة على جميع المستويات.

أتذكر قولة للإمام الشافعي رحمه الله عندما سئل عن كيفية معرفة الحق وأهله في زمن الفتن، فكان جوابه :" اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم".

أما السهام فهي صحيفة نيويورك تايمز والغارديان والإيكونومست ومجلة تايم ووكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" ووكالة "فارس" والمنابر الإعلامية التركية اليسارية والعلمانية الأتاتوركية وإعلام جماعة غولن وغيرها كثير، أما الهدف فهو فخامة الرئيس أردوغان، يتابعون كل تحركاته وكلماته وسكناته وخلجاته، ثم يناقشونها ويحللونها تحليلا أحيانا يبعث على الضحك، غاية هذا كله الضغط على الرئيس أردوغان وتقزيم مكانته، وشيطنته واعتباره وراء كل مشكل تتعرض له تركيا هذه الأيام، ومن أمثلة هذا الهجوم الممنهج ما ذكرته صحيفة الغارديان في وصف من صوت لأردوغان بأنهم الفقراء والمتدينون وغير الحداثيين ، فطعنوا في إرادة الشعب واختياره، ويدعون أنهم من أرباب الديمقراطية وحراسها.

لكن الحقيقة خلاف ما تبثه هذه الوسائل الإعلامية المضللة، يهاجمون السيد أردوغان ويحتقرون من صوت له، كل هذا حسدا من عند أنفسهم أولا، وثانيا لأن قصة زعامته فضحت أدعياء الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدل والحرية والمساواة والسلم والسلام.

فسألت: فخامة الرئيس لماذا يكرهونك؟

ولما علمت علم اليقين، أن السيد أرودغان ليس لديه وقت يضيعه على جواب سؤال، كانت أعماله وإنجازاته خير جواب عنه، قلت:

يكرهونك لأنك آمنت بالديمقراطية وجعلتها وسيلة لتحقيق أحلامك وأهداف حزبك، فخرجت من دائرة اتهامهم أن كل ما هو إسلامي إرهابي.

يكرهونك لأنك حافظت على تفوقك في انتخابات ديمقراطية لأربع ولايات متتالية.

يكرهونك لأنك ساعدت جيشك على الخروج من الساحة السياسية، فتفرغ لحماية البلاد والعباد، وتطوير كفاءاته وتصنيع أسلحته.

يكرهونك لأنك حولت تركيا من دولة مدينة إلى دولة دائنة، ووفّرت 126 مليار دولار من العملة الصعبة.

يكرهونك لأنك لك مشاريع عملاقة تتمثّل في رؤية 2023.

يكرهونك لوقوفك مع ثورات الربيع العربي ومطالب شعوبها، ولرفضك الانقلاب والانقلابيين، ونصرتك للرئيس المنتخب الدكتور "محمد مرسي".

يكرهونك لأنك اعتبرت الأتراك هم الأنصار والإخوة السوريون هم المهاجرون، فضايفت وأكرمت.

يكرهونك لأنك ترفض الوصاية على تركيا، وترى بلادك أكبر من أن يملى عليها ما تفعله في سياستها واقتصادها.

يكرهونك لأنك ترفض أن تكون جماعة دولة داخل الدولة.

يكرهونك لأنك أثبت أن الحريات والديمقراطية لا تتجزأ، وأن الدولة التي تحترم ناخبيها ومواطنيها تحترم خياراتهم وإن جاءت على غير ما يرغب.

يكرهونك لأنك أذللت الصهاينة وكيانهم، في "دافوس" وفي حملة "مرمرة" وغيرهما.

يكرهونك لأنك قلت: "نعم بالأمس فتحنا أبوابنا أمام أكراد العراق عندما تعرّضوا للظلم، وفتحنا أبوابنا أمام المظلومين في البوسنة والهرسك، واليوم أيضا نفتح أبوابنا أمام المظلومين في سوريا".

يكرهونك لأنك فتحت أبواب السلام مع أكراد، رغم كل تهم التخوين والتخويف والتطبيع مع الإرهاب.

يكرهونك لأنك تريد فتح طريق الحرير مرة أخرى، لتسترجع تركيا دورها الإقليمي والدولي الذي ضاع مع ضياع الخلافة.

يكرهونك لأنك جعلت الاقتصاد التركي يدفع بـ15 ألف شركة عالمية تجوب البحار باسم الترك والأتراك.

يكرهونك لأنك أدخلت تركيا نادي العشرين، وتصبوا لنادي العشرة.

يكرهونك لأنك جعلت تركيا على أبواب التحكم بممرات الطاقة والوقوف على رأس "صنابير" النفط، و جسرا ينقل خطوط الكهرباء والغاز الطبيعي.

يكرهونك لأن حزبك رفع معايير الديمقراطية في تركيا، وحقق واحدًا من أهم الإصلاحات التشريعية في العالم (قانون التجارة وقانون المحاكم القانونية وقانون الإخطار وقانون العقوبات، قانون المحاكم الجنائية، قانون تنفيذ العقوبات الجنائية، وقانون الأطفال والجنح...).

يكرهونك لأنك قلت يوما "همّنا هو الإسلام لا شيء سوى الإسلام".

يكرهونك لأنهم سمعوا سيدة ألبانية تقول حينما زرت فخامتك ألبانيا: "إننا نعلم أنّه عندما يطرق الأتراك أبوابنا، يخشى العدو من الاقتراب مّنا. لذلك أنا موجودة هنا من أجل تحية القائد أردوغان".

واللائحة طويلة...

أخيرا يكرهونك لأنك زعيم يذكرهم بمحمد الفاتح وسليمان القانوني، فصدق من قال: "الزعامة عنوان، قصتها أردوغان".

هذا ولا نبرأ فخامة الرئيس من أخطاء وعيوب ولكن كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ.

صاحب الفخامة ، يكرهونك...  ونُحِبُّك.

عن الكاتب

مولاي علي الأمغاري

باحث في قضايا العالم العربي والإسلامي ومتخصص في الحركات الإسلامية وقضايا الإرهاب، ومهتم بالشأن التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس