فخر الدين التون – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

ما تزال معركة الحكومة والدولة التركية ضد التنظيم الموازي مستمرة، فالضربة الأخيرة لصحيفة زمان كانت في سلسلة الضربات الموجهة للتنظيم، ورغم أنها جاءت متأخرة بعض الشيء بسبب عدم تواجد التنظيم المطلوب بين دوائر ومستويات الحكومة المختلفة إلا أنها أظهرت الصورة الحقيقية لما كان سيحصل لو أن أردوغان لم يُترَك لوحدِه في مواجهة التنظيم الموازي، ومع توالي الضربات ضد التنظيم الموازي في المستوى الإعلامي والبيروقراطي والمالي بدأت أساسات شرّه تترنح وتنتظر لحظة الانهيار. ومع نجاح الرئيس أردوغان في حملة التوعية التي أطلقها من أجل إظهار حقيقة التنظيم للشعب يكون بهذا قد أضاف نجاحا سياسيا جديدا في رصيده.

كان الشعب وما زال هو الداعم الأكبر لأردوغان في معركته الطاحنة ضد التنظيم الموازي، وهو ما يفسر العداوة الكبيرة المنتشرة بين عناصر التنظيم ضد الشعب كما ظهر ذلك جليا إثر الضربات التي تم توجيهها لصحيفة زمان، فيقول عالم سياسي من مؤيدي التنظيم مستهزئا وساخرا بأنه لو اصطفّت ملايين المؤيدين لحزب العدالة والتنمية ومعارضيهم في طوابير ليموتوا بعد حياتهم التافهة ما كان ذلك ليزن مثقال بعوضة، بينما يقل آخر وهو يستهزئ بالشعب "شعبنا اليوم يحضر لخياراته السياسية بعناية".

في هذه الأيام ورغم أنه لم يعد هناك أي حديث عن مشروعية محاربة التنظيم بعدما تم البت فيها، ما زلنا نرى بعض الأشخاص يحاولون بكل ما اوتوا من ثوة حتى يضعفوا الجهود المبذولة في محاربة التنظيم، لكن ورغم ذلك ما تزال جهود الحكومة تسير في خطاها الديمقراطية رغم محاولة البعض استغلال إطلاق الحريات التي تُتيحها قوانين الديمقراطية من أجل المساومة والمفاوضة على حرب التنظيم؛ وهو ما يشكل عبئًا كبيرا علينا، فبعض الأطراف ما تزال لا ترى في التنظيم تهديدا، وبعضهم الاخر اعتادوا على معاشرته، فباتوا يفرقون بين أقوالهم وأفعالهم في حربهم عليه، فبتنا نراهم وهم يخططون للانقلاب على الحكومة عن طريق ترويج أكاذيبهم المختلفة التي تسعى من أجل تشوية صورة الجمهورية التركية في الأوساط العالمية كترويج دعم تركيا للإرهاب، وبهذا يكون هؤلاء قد تساوقوا مع حزب الشر وتحالفوا معه.

علّق سفير أمريكا في أنقرة على ضربة صحيفة زمان وعبر عن انزعاجه منها وكأنه الوصي عليها، فما هذه التصريحات؟ وهل هي مقبولة دبلوماسيا؟ كيف تتدخلون في شؤون داخلية لدولة أخرى أنتم ضيوف فيها؟ ألا يعلم سيادة السفير ما الذي يحصل في تركيا؟ أم أنه لا يعلم ما معنى تصريحاته هذه؟ بين يدي هذه الأسئلة أوجه كلامي لسعادة السفير وأقول له إنني منزعج وغير مرتاح من تصريحاته وأطلب منه ترك مشاعر المحتل المغتصب القادم من الغرب ليهيمن على بلاد العالم الثالث! في المقابل إنّني أتوقع ردا مختلفًا وأكثر أدبًا من وزير الخارجية يطلب منه عدم التدخل في معركة تركيا ضد تنظيم خارج على القوانين الديمقراطية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس