أمين بازارجي - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

يجب أنْ لا تخدعكم التسمية بأنها "جمهورية إسلامية"، لأنّ مفهومهم لتعاليم الإسلام ينسجونه كما يريدون، وهذا الأمر واضح للعيان، خصوصا بعد التصريحات الجديدة التي أدلى بها ممثل وزير الخارجية الإيراني، والذي تحدث بأنّ إيران مستمرة "في سياستها الحيادية" تجاه النزاع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا، ومفهوم "الحياد" بالنسبة لهم، يعني الاستمرار بدعم أرمينيا، لكن التعبير بتلك الطريقة هدفه عدم إزعاج الطائفة الأذرية المتواجدة في إيران، وفي الواقع هم يقدمون كل الدعم لأرمينيا.

لم يحركوا ساكنا عندما احتُلت قره باغ، ولم يعترضوا إطلاقا على قتل المدنيين في هوجالي، ولم يكتفوا بذلك، بل قدموا كل الدعم من البترول والغاز من أجل استمرار عمليات الأرمن منذ عام 1992، ودعموا قتل المسلمين من أذربيجان، وهذه الحقائق معروفة، بل وأرسلوا هيئة رسمية منهم لتشارك في اجتماعات "الإبادة الجماعية" التي قام بها الأرمن. هذه هي إيران!

***

وإذا أردنا التحدث عن أسباب تصرف إيران بتلك الطريقة، فإنّ أول سبب لقيامها بذلك، هو كونها دولة مرتعبة، وذلك لأنّ ثلث سكانها أذريون، وهي تقلق من أنْ تتحرك هذه الأعداد في شوارعها، وهي بذلك تستخدم أرمينيا من أجل معادلة وموازنة الوضع القائم مع أذربيجان، وتمارس إيران كل الضغوط على الأذريين في إيران، وتقوم بمحاولة تعطيلهم من خلال تقديم الدعم لأرمينيا.

وهنا لا بد من التذكير، بأنّ الأذريين الذين يعيشون في إيران، لا يملكون الحق في نشر الصحف والأخبار بلغتهم، ولا بد من التذكير أيضا بأول تصريح أدلى به رئيس جمهورية أذربيجان الأسبق المرحوم أبوالفضل إلتشيبيه، والذي قال بأنّ "شمال أذربيجان تحرر، والدور الآن على الجنوب"، لكونه كان يعلم حجم الضغوطات والتضييق الممارسة على الأذريين في إيران، وحينها وقفت إيران على أرجلها، وأصبحت ترى بأنّ ابوالفضل هو "عدو" لها ما دام على كرسي الرئاسة، لكن إلهام علييف أيضا استخدم تصريحا مماثلا، عندما قال بأنه "رئيس لكل الأذريين"، وهذا ما يسبب الصداع الدائم لإيران، ولذلك تحاول دائما أنْ تبقى أذربيجان ضعيفة، ولو احتل الأرمن باكو لأعلنوا ذلك اليوم عيدا لهم!

***

إيران دولة إسلامية، أليس كذلك؟

كيف يمكننا أنْ نصفها بأنها دولة "إسلامية" وهي تقدم كل الدعم للأسد الذي تسبب بمقتل مئات الآلاف من المدنيين في سوريا؟ وكيف لنا أنْ نفسر تعاونهم مع الروس في الإطار الإسلامي؟ إيران "إسلامية" بالاسم فقط. ولا شك أنّ أزمة العلاقات التي تعيشها إيران مع السعودية وتركيا ماثلة أمام الجميع، وهي التي دعمت وقدمت وأخرجت داعش، حيث خروج هذه المنظمة سببه الرئيسي سياسة المالكي التي اتخذها في العراق، والدعم اللامحدود الذي تلقها من إيران بسبب سياستها المذهبية والطائفية.

ما أريد قوله، بأنّ إيران ليست جمهورية إسلامية، وإنما هي دولة مذهبية وطائفية، وهي دولة القومية الفارسية.

***

لنتحدث الآن قليلا عن أنفسنا، تركيا تقوم بما يتوجب عليها القيام به، وتتخذ سياسة صائبة إلى أقصى درجة، وأول هذا هو أنّ أذربيجان على حق، لأنّ هناك أراض واسعة لأذربيجان تقع تحت احتلال الأرمن، وأرمينيا لا تنفذ قرار الأمم المتحدة، بل إنها مستمرة باحتلالها لتلك المناطق، ومستمرة في مضايقة أذربيجان.

والأمر الآخر، هو أنّ أرمينيا تتخذ سياسة عدائية تجاه تركيا، والأهم من كل هذا، هو أنّ تركيا تعني أذربيجان، وأذربيجان تعني تركيا! دعونا أنْ لا ننسى ما قاله إلهام علييف بعد انفجار أنقرة، في الفترة التي كان فيها اردوغان يحضر نفسه لزيارة باكو، إلا أنّ علييف قال "في ظل هذه الظروف من الأفضل أنْ نزوركم نحن"، وملأ طائرته بوزراء دولته وجاء إلى أنقرة!

وأيضا كما أنّ أغانينا مشتركة، فإنّ كاراباغ تعتبر بمثابة أراضينا، وعلينا القيام بما يتطلب الأمر تجاه احتلال الأرمن لقره باغ، فالجمهورية التركية، هي ميراث الدولة العثمانية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس