ترك برس

رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، أن تركيا ستطبق النظام شبه الرئاسي عمليا في هذه المرحلة التي بدأت بالفعل مع قرار التنحي الذي اتخذه رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، مشيرًا أن رئيس الجمهورية المنتخب سيرسم سياسة تركيا ومسارها ليتفرغ رئيس الوزراء لحل المشاكل وإنجاز المشاريع التنموية.

جاء ذلك في مقال له بعنوان "بن علي يلدريم.. رجل المشاريع في تركيا"، قال فيه إن رئيس حزب العدالة والتنمية الجديد ليس منظّرا ولا فيلسوفا ولا مهندسا للسياسة الخارجية، ولكنه رجل المهام ومهندس لإنجاز المشاريع العملاقة التي غيرت وجه تركيا. وهو من أنجح الوزراء الأتراك، كما أنه من مؤسسي حزب العدالة والتنمية. وتعود صداقته مع أردوغان إلى بداية تسعينيات القرن الماضي. وقد عينه أردوغان حين تولى رئاسة بلدية اسطنبول مديرا عاما لإدارة الحافلات البحرية التابعة للبلدية، ونجح يلدريم آنذاك في تخفيف زحمة مرور إسطنبول من خلال نقل جزء من الركاب عبر الحافلات البحرية.

وأضاف ياشا: "ومن المشاريع التي أنجزها يلدريم خلال توليه للوزارة لمدة 12عاما إنشاء طرق مزدوجة يصل طولها 24 ألف 280 كيلومترا في جميع أنحاء البلاد، ومشروع نفق القطار السريع "مرمراي" الذي يربط ضفتي مضيق البوسفور تحت مياه المضيق، والقطار السريع بين محافظات اسطنبول وأنقرة وقونيا وأسكيشهير، وجسر خليج إزميت الذي أطلق عليه اسم مؤسس الدولة العثمانية عثمان غازي، بالإضافة إلى جسر السلطان ياووز سليم، الجسر الثالث المعلق الذي يربط شطري اسطنبول الآسيوي والأوروبي، والمطار الثالث الذي من المقرر أن يتم افتتاح القسم الأول منه في 2018، ونفق أوراسيا الذي من المتوقع افتتاحه قبل نهاية هذا العام ليصل بين شطري عاصمة تركيا التجارية من أسفل مضيق البوسفور لعبور السيارات. ويصف يلدريم نفسه بأنه "يتحدث قليلا ويعمل كثيرا".

وأوضح ياشا أن "بن علي يلدريم" رجل هذه المرحلة التي تحتاج فيها تركيا إلى انسجام تام بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وتكثيف الجهود للانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي لتفادي حدوث أزمات سياسية واقتصادية في المستقبل، ولأن البلاد في غنى عن تنافس للزعامة، وحتى لا يجد الغربيون الذين قالوا: "نحن اتفقنا مع رئيس الوزراء، فلا دخل فيه لرئيس الجمهورية"، ثغرة لإثارة الفتنة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.

وأشار إلى أن "تركيا في هذه المرحلة التي بدأت بالفعل مع قرار التنحي الذي اتخذه رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ستطبق النظام شبه الرئاسي عمليا ليرى الشعب التركي أن المخاوف التي تبثها القوى المعارضة لرفض الانتقال إلى النظام الرئاسي هي في الحقيقة مخاوف فارغة وأوهام، ويتأكد أن النظام الرئاسي هو ضمان الأمن والاستقرار في البلاد. وفي هذه المرحلة سيرسم رئيس الجمهورية المنتخب سياسة تركيا ومسارها ليتفرغ رئيس الوزراء لحل المشاكل وإنجاز المشاريع التنموية".

وخلض الكاتب التركي إلى أن "تنحي داود أوغلو وترشيح يلدريم لرئاسة حزب العدالة والتنمية تم بهدوء دون أن تحدث أزمة سياسية أو اقتصادية، ليرأس الحكومة التركية بعد 20 سنة مهندس تخرج من جامعة اسطنبول التقنية التي تخرج منها الرؤساء السابقون تورغوت أوزال، وسليمان دميرل، ونجم الدين أربكان، لنقل خبراته الناجحة من وزارة المواصلات إلى رئاسة الوزراء".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!