صالح تونا -صحيفة يني شفق- ترجمة وتحرير ترك برس

من الطبيعي أن يُعارَض التعديل الدستوري أو النظام الرئاسي، يحق لكم أن تعبّروا عما في داخلكم، وأن تقولوا ما تريدونه من دون القيام بأعمال تخريبية.

ليس شرطا أن تقولوا كل ما هو صحيح.

يحق لكم أن تعارضوا، كما يحق لكم أن تستخدموا معارضتكم كيفما يحلو لكم وإلى ما لا نهاية، فليس من الضروري في كل مرة أن تقولوا ما يثلج الصدور.  بل ويمكنكم من دون أن تتعبوا أنفسكم، أن تستخدموا منتجا جاهزا وهي لفظة "ديكتاتور" ومن ثم وضعها في المكان الذي تريدونه، يمكنكم القيام بكل ذلك فقط لكون أردوغان هاجسا بالنسبة إليكم.

وفي الوقت نفسه أنتم غير مجبرين على الإتيان بمقترح حل لأزمة النظام التي ستتولد بسبب رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان"، ورئيس الوزراء "بن علي يلدرم" المنتخبين.

بإمكانكم أن تعدّوا أزمات النظام البرلماني، والمآسي التي جلبتها تحالفات الأحزاب في بعض الأحيان للبلاد وكأنها لم تكن.

بإمكانكم أن تقولوا: في حال انتقلنا إلى النظام الرئاسي، تركيا ستغرق في الظلمات وستُدمّر، ولن تصل إلى التمدن والعيش المعاصر والتحضّر، وقد تضطر إلى إخراج 20 مادة في ليلة واحدة، لتقترض مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

أقول ذلك بصدق، ولا أمزح أبدا. من دون أن تخربوا ومن دون اللجوء إلى الشتائم يمكنكم أن تعبروا عن أفكاركم، وعما يختلج في نفوسكم.

إن كنتم ممن يقول: " على الرغم من وجود الأدلة التي تثبت عرض الانقلابيين على رئيس هيئة الأركان العامة "خلوصي أكار" بإجراء اتصال بينه وبين فتح الله غولن، وعلى الرغم من اعترافات رؤساء نواب غولن المتحجزين: "إن محاولة الانقلاب في 15 تموز / يوليو سيناريو مرسومة، والانقلاب الحقيقي ليس ما جرى في 15 تموز / يوليو، وإنما عندما فرضت حالة الطوارئ  في 20 تموز / يوليو،" ويتبنون مهمة الدفاع عن غولن ليقولوا: "لماذا تغلقون المؤسسات الخاصة بـ غولن؟.....

وإن كنتم ممن يقول عن الكتّاب والإعلاميين الذين يعارضون "الكيان الموزاي"، إن هؤلاء الكتّاب والإعلاميين لا يختلفون شيئا عن عناصر تنظيم بي كي كي،..... وتقولون : "إن تنظيم بي كي كي هجم علينا في ولاية "أرتفين"، وهؤلاء الكتّاب أيضا هجموا علينا في كتاباتهم"............

وإن كنتم كـ هؤلاء الذين ما إن التقوا بالسفير الأمريكي لدى أنقرة "باس"، ليعلنوا الحرب بعيد اللقاء مباشرة على روح التضامن التي جُسّدت في ميدان يني قابي.......

وإن كنتم قد أخذتم على عاتقكم مهمة الدفاع عن "فتح الله غولن" منذ عام 2013.........

وإن كنتم ممن أجابوا ليلة محاولة الانقلاب عن رأيكم بمجريات محاولة الانقلاب، بعبارة: "نتابع ما يحدث"......

أقول لكم: "بالله عليكم ما لكم وما للدستور الجديد والنظام الرئاسي"؟.

إن أجبتم لدى استهداف البرلمان التركي بالقذائف "إننا نشاهد" أسأل هنا: "فهل الاستمرار في الجلوس في البرلمان الذي شاهدتم إحداثياته ليلة الانقلاب له أي مشروعية؟".

ولكن في الواقع لا هموم لديكم أنتم، ولا سيما أن طريقة جلوسكم على كرسي زعامة حزب الشعب الجمهوري ومشروعيتها معروفة لدى الجميع.

إن مشكلتكم هي شيء آخر:

إن مهمتكم الأخيرة هي الوقوف ضد النظام الرئاسي. فإن لم تنجحوا في ذلك فمن أعطاكم الكرسي سيأخذه منكم مرة أخرى، فتصريحات "بايكال" تشير إلى هذا الأمر.

انظروا إلى أنفسكم فقد وصلتم مرحلة أن منكم من يعدّ هجمات كتّاب من حزب الشعب الجمهوري نفسه تجاهكم هي أشبه بهجمات تنظيم بي كي كي، فالأمور لديكم باتت متداخلة إلى حد كبير.

إن همكم هو الجلوس على الكرسي، وأنا أتفهم ذلك، ولكن في الوقت نفسه هذا لا يستدعي أن تتحولوا إلى أناس وقعوا في مصيدة تنظيم "فتح الله غولن".

عن الكاتب

صالح تونا

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس