ترك برس

أفادت "نيلهان عثمان أوغلو" حفيدة السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" من الجيل الخامس،  بأنها  تلقّت منذ إعلانها عن موقفها المؤيد للنظام الرئاسي، والمعارض للنظام البرلماني تهديدات بالقتل.

جاء ذلك في حوار أجرته "عثمان أوغلو" مع صحيفة "صباح"، تحدّثت فيه عن حياتها الجامعية، والأسباب التي حالت دون حصولها على المرتبة الأولى في الجامعة التي أتمت دراستها فيها، وعن المعاناة والمشاكل التي واجهتها بسبب إعلانها عن موقفها من الدستور الجديد والنظام الرئاسي.

نيلهان البالغة من العمر (30) عاشت وسط عائلة متوسطة الحال، ولدت في حي فاتح في إسطنبول، وترعرعت في حي "ميرتر"، حاصلة على إجازة في "العلاقات العامة والإعلان"، وماجستير في الإدارة،  وهي أم لطفلين. كانت تعيش نيلهان حياة هادئة إلى حين إعلانها عن موقفها من النظام الرئاسي، حتى تغيّرت حياتها كليّا بحسب ما أعلنت.

وتقول نيلهان في هذا الصدد: "كنت أعيش حياة هائة للغاية، إلى حين أعلنت عن موقفي من النظام الرئاسي، والدستور الجديد حتى انقلب كل شيء رأسا على عقب.

وذكرت "عثمان أوغلو" أنها لم تكشف طوال حياتها المدرسية والجامعية عن هويتها، ونسبها الذي يربطها بجدّها عبد الحميد الثاني، مضيفة أنها رغبت في كسب رزقها بالاعتماد على نفسهامذ أن كانت في المرحلة الجامعية..

وأشارت إلى أنّ المرة الأولى التي اكشف فيها نسبها في الجامعة من قبل أستاذ مادة التاريخ، والذي تسبب فيما بعد بأكبر ألم عاشته خلال الجامعة على حد وصفها.

وفي هذا السياق قالت: "عرف أستاذ مادة التاريخ بشكل أو بآخر بأن نسبي يعود إلى السلطان عبد الحميد الثاني، وطلب منّي أن أقبل برأي مفاده: أن جدي شارك في التوقيع على اتفاقية "سفر" وبأنه خائن، ولأنني لم أقبل بهذه الجملة رسّبني في المادة، علما أنني كنت أستحق المرتبة الأولى بجدارة، وفيما بعد لم أتمكن من إنهاء الجامعة بسبب هذه المادة، واضطررت إلى الانتظار سنتين، إلى أن غادر الأستاذ الجامعة، حيث قدّمت المادة مرة أخرى ونجحت.".

وحول سؤال فيما إذا كانت تدرك بأنّ تصريحاتها فيما يخص النظام الرئاسي ستؤدي إلى صدى كبير لدى الأوساط الإعلامية والاجتماعية، بيّنت "عثمان أوغلو" أنّها منذ إعلانها عن موقفها المؤيد للنظام الرئاسي، والشتائم بدأت تنهال عليها من المعارضين للدستور الجديد، وأنّ الامر لم يقتصر على ذلك فحسب، وإنما وصل إلى حدّ تهديدها بالقتل.

وأضافت: لم أكن أعلم بأنّ ردود الأفعال ستصل بالناس إلى تركيب فديوهات وصور لا أصل لها عنّي، خلال الأيام التي مرّت بعيد التصريحات التي أدليت بها عن رأي، هناك من قام بتلفيق تهم عني لا صحة لها، ووصل الأمر ببعضهم إلى تهديدي بالقتل".

وأكدت أنّها لن تتخلى عن موقفها من النظام الجديد مهما كانت الأسباب، متابعة في الإطار نفسه: "لا يهمني ما يكتب أو ينشر عني، فأنا لن أتراجع عن موقفي وقراري، وأحترم الآراء الأخرى، مواد الدستور في متناول الجميع، وبإمكان أي واحد منّا مراجعته، ومن ثمّ الإدلاء برأيه بملء إرادته الحرة، أما أنا فلن أسمح لنفسي أن أكون إلى جانب مريدي الفوضى في بلادي.

وعبّرت "عثمان أوغلو عن انتقادها للجمهورية لعدم تبنيها التاريخ العثماني، ذاكرة أنّ العثمانيين لم يفرّقوا أنفسهم عن السلجوقيين، والعكس صحيح، مضيفة: "كان على الجمهورية أن تتقدّم وتتطور من خلال تبنيها للتاريخ العثماني، ولكن لم يتم ذلك، فلطالما أن جذورونا تمتد إلى حقبة زمنية بعيدة وعريقة، إلى "الملك شاه، والقانوني، والجنود الذين حاربوا في "تشناق قلعة" لماذا يتم حصرنا فقط في إطار تاريخ الجمهورية؟ لا أقول على الجميع أن يحبوا الحقبة العثمانية، ولكن على الأقل عليهم أن يحترموها".".

وعن الأسباب التي تدفعها إلى التصويت بـ نعم للدستور الجديد قالت: "إن الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في محاولة الانقلاب هم من فئة الشباب، لماذا لا نقبل إذن بدستور يمنح الشباب بخوض التجربة السياسية في مرحلة مبكرة، وخصوصا أن الشعب التركي شعب فتي؟ بالإضافة إلى أن النظام الجديد يحبط كل الألاعيب الخارجية التي تحاك ضد تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!