ترك برس

قال سفير تركيا في الدوحة، فكرت أوزر، إن بلاده وقطر في مقدمة الدول الداعمة للربيع العربي ولطلبات تحرر الشعوب من الاستبداد إلى الحرية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر هو سبب تعرضهما للهجوم من قبل بعض الدول.

جاء ذلك خلال حديثه مع صحيفة الشرق القطرية، في معرض ردّه على سؤال حول سبب استهداف دولة الإمارات العربية المتحدة لكل من قطر وتركيا.

وقال أوزر: "معروف أن دولة الإمارات هي رأس الحربة في مواجهة الربيع العربي، وهي التي تقود الثورة المضادة، منذ أن دعمت الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس منتخب في تاريخ مصر، ودعمت بعده خليفة حفتر في ليبيا، ومحاولة زعزعة الاستقرار في تونس واليمن".

وأضاف: "بالتالي هذا ما يفسر استهدافها لقطر وتركيا، خاصة أن الدولتين في مقدمة الداعمين للربيع العربي، ودعم طلبات تحرر الشعوب من الاستبداد مثل السورية إلى الحرية، لذلك سنقف مع قطر بكل ما أوتينا، والرئيس أردوغان قال إنه سيقف مع شقيقه الأمير تميم مهما كانت الصعوبات والتحديات".

وتابع أن قيادات كل من قطر وتركيا "تدعمان شعوبهما وتعملان على رفاهية بلديهما، بينما قيادة بعض الدولة تسخر أموال الشعب في خدمة مشاريع النظام ودعم بقائه، بينما متطلبات الشعوب منسية وغير متوافرة".

وعمّا إذا كانت الإمارات دعمت العملية الانقلابية في تركيا، أوضح أوزر: "لقد قال الرئيس التركي في خطاب له منذ بداية الأزمة الخليجية إن تركيا تعلم من كان سعيداً بالمحاولة الانقلابية، وهو يقصد الإمارات بالطبع، وهم بدورهم نفوا ذلك، مما جعل الرئيس أردوغان يرد عليهم بالقول: "إذا كانت لديكم استخبارات فنحن أيضا لدينا استخبارات".

وهو ما يعني أن هناك معلومات استخبارية عن دورهم في المحاولة الانقلابية، وقد كتبت الصحافة التركية أن هناك معلومات عن تمويل الإمارات للمحاولة الانقلابية، ونحن نرجو أن تكون هذه الأخبار غير صحيحة، لكن ما بثته قناتا العربية وسكاي نيوز الموجودتان في الإمارات وتحت مراقبة الدولة من نجاح الانقلاب رغم إعلان فشله في كل وسائل الاعلام، يدل على انحياز الامارات للانقلاب الفاشل".

وحول دعم قطر لتركيا في محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/تموز من العام 2016، قال السفير: "قطر منذ اللحظة الأولى أعلنت دعمها للقيادة والشعب التركيين في مواجهة الانقلاب، وقد بادر الأمير تميم بالاتصال بالرئيس التركي، وأبلغه دعم ومساندة الشعب القطري لشقيقه التركي ضد هذه المحاولة".

وقد صرح بذلك الرئيس أردوغان نفسه في أكثر من مناسبة عندما قدم الشكر للأمير تميم وللشعب القطري، وقال إن الأمير تميم أول من اتصل بي أثناء المحاولة الانقلابية وأعلن دعمه لتركيا".

في المقابل، أشار أوزر إلى أن تركيا أيضا من جهتنا أعلنت مساندتها للقيادة والشعب القطريين، وفي خلال 24 ساعة من بداية الحصار الذي فرضته بعض الدول العربية، قامت بتشييد جسر جوي لنقل البضائع والمواد الغذائية والألبان وجميع احتياجات الشعب القطري.

وأضاف: "كما قمنا بإرسال سفينة يوم 3 يوليو الماضي إلى ميناء حمد وبها 4 آلاف طن من الأغذية، وهذا الأمر سيستمر ويتواصل حتى لا نُشعر إخوتنا القطريين بأن هناك نقصاً في احتياجاتهم".

وفيما يتعلق بالدعم العسكري والسياسي، قال السفير التركي: "عندما استشعرنا الخطورة على إخوتنا القطريين سارع الرئيس التركي بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين تركيا وقطر، التي عقدت عام 2014، وهي في الأساس لحماية أمن المنطقة وليس قطر تحديداً".

وأضاف: "قمنا بعرضها على البرلمان الذي وافق عليها بأغلبية، ثم قمنا بموجب ذلك بإرسال دفعات متتابعة من القوات التركية إلى قطر حسب الجدول المقرر مسبقا أساسا بعد مصادقة البرلمان والرئيس، وحسب الظروف الراهنة عجلنا في إقامتها".

وأكّد أن القاعد التركية في قطر هي لحماية أمن المنطقة من أي تهديد، خاصة أن تركيا لديها علاقات سياسية واقتصادية مع جميع دول الخليج، والدليل على ذلك أن الرئيس أردوغان عرض على الملك سلمان في عام 2014 إقامة قاعدة عسكرية في السعودية عندما كانت المملكة تواجه تهديدات من قبل دول أخرى، وبالتالي فالقاعدة ليست لحماية أمن قطر فحسب ولكن لحماية المنطقة بأسرها، لأن تركيا تعتبر أمن الخليج هو أمنها أيضا.

وأردف السفير: "نحن في تركيا نود أن تكون علاقتنا بجميع أشقائنا في الخليج يسودها الود والاحترام، وأن تكون صداقتنا بهم كما هي صداقتنا مع قطر، وان نكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، لأننا لا نريد الأذى لأي طرف، فكل مواطني الخليج أشقاؤنا ونُكِن للجميع كل الاحترام والمودة".

وقال: "كلنا أبناء أب واحد ودين واحد، وبالتالي نتمنى انتهاء هذه الأزمة، كما نتمنى أن تكون زيارة الرئيس أردوغان المقررة قريبا ناجحة في رأب الصدع بين الأشقاء الخليجيين.. ونحن نعتبر أن صداقة تركيا رابحة لأي طرف، أما من يعادي تركيا فقطعاً لن يربح الصراع".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!