تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

تتفق جميع البلدان، باستثناء إسرائيل، على أن تأسيس دولة كردستان مستقلة في شمال العراق سيخلق مشكلة أمنية خطيرة. وبسبب هذه المخاوف مارست بعض البلدان ضغوطًا ووجهت نداءات من أجل ثني بارزاني عن حلم الاستقلال.

وعلى الرغم من كل ذلك، يصر على بارزاني من أجل عدم التراجع، بل إنه يتصرف كقائد حقق النصر، وكأن الأمر بات منتهيًا.

تحدثت أمس حول الموضوع مع جواد أونيش، المساعد السابق لرئيس جهاز الاستخبارات التركي، فأكد أن إقدام الإقليم على هذه الخطوة خطأ تكتيكي، ولهذا فإن النتيجة هي الخسارة، مشيرًا إلى أسباب ذلك بالقول:

"أراد بارزاني الاستفادة من ظروف المنطقة من أجل تعزيز موقعه الضعيف في الحياة السياسية الكردية بالعراق، والمحافظة على زعامته واستعادة مشروعيته، لكنه ارتكب خطأً. بمعنى أن تقديمه مستقبله السياسي وسلطته على ما سواهما كان السبب في الخسارة الحالية. على بارزاني أن يناقش قضية ما إذا كان سيستطيع المحافظة على مكانته في معترك السياسة الكردية  أم لا".

وردًّا على سؤال "هل بارزاني في وضع الخاسر إذًا؟"، أجاب أونيش: "نعم بارزاني هو زعيم فشل في تحقيق الاستقلال إزاء تحالف روسيا وتركيا وإيران، بالنسبة لأكراد العراق وسوريا، وحتى بالنسبة للمتعاطفين معه في تركيا. وهذه خسارة سياسية لبارزاني، ومكانته الشخصية ضعُفت".

وأضاف أونيش: "لكن قضية بقائه في منصبه، ومسألة تحديد من سيحل محله متعلقتان بصراع االمصالح بين القوى العالمية والإقليمية والسياسات التي ستتبعها. هذا ما سنراه في تطورات الوضع".

وعن سؤال "يُقال إن بارزاني ما كان سيجري الاستفتاء لولا دفع الولايات المتحدة؟"، قال أونيش: "لا ندري فيما إذا كانت الولايات المتحدة أو الموساد دفعا بارزاني إلى الاستفتاء. علاقة بارزاني مع الجهتين معروفة ولا نقاش فيها. والقوى التي ستدعم توجه بارزاني إلى الاستقلال لكن التوقيت كان مهمًّا، ويبدو أن القوى المذكورة لم تقرأ بشكل صحيح موقف تركيا وروسيا وإيران وسوريا. لكن الولايات المتحدة عندما رأت تشكل هذا التحالف ومن ضمنه تركيا، أعلنت عن رغبتها في تأجيل الاستفتاء".

أما عن توقعاته لكيفية اختتام المشهد الحالي، فيقول أونيش: "في ظل التوازنات الموجودة في المنطقة لا يمكن لبارزاني أن يؤسس دولة كردية مستقلة. بطبيعة الحال تحالفات وضغوط القوى المختلفة ستحول دون ذلك. لكن أهمية السياسة الكردية لن تتراجع أبدًا في نظر موسكو وواشنطن. وستصاغ هذه السياسة في إطار التطورات سواء في العراق أم سوريا، كما أنها ستبقى بمثابة خطر، وعلى الأخص بالنسبة لتركيا".

وردًّا على سؤال "ما القصد من ذلك؟"، أجاب أونيش: "ما لم تتوصل تركيا إلى حل لمسألة الكردية فيها، ستبقى عرضة للتأثير المباشر لهذه التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط". 

عن الكاتب

تونجا بنغن

كاتب لدى صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس