مليح آلتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

منبج مدينة تقع في الشمال السوري غربي نهر الفرات، الذي يشكل خطًّا أحمر بالنسبة لتركيا، وتخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب.

طهرت تركيا غرب نهر الفرات من الإرهابيين حتى البحر المتوسط، بيد أن عناصر وحدات حماية الشعب لا تريد مغادرة هذه المدينة.

بطبيعة الحال، سيطرة وحدات الحماية على منبج لم تتحقق بفضل قوة عصابة القتلة المأجورين هذه لوحدها. لأن عناصر وحدات الحماية يرفعون أحيانًا الأعلام الروسية على النقاط المرتفعة من المدينة.

وفي أحيان أخرى، يتناسون شيوعيتهم، ويلصقون على صدورهم شارة الجيش الأمريكي، لكي يحتموا  من عمليات الجيش التركي.

هذا التعاون كان مفيدًا لوحدات حماية الشعب منذ فترة طويلة، إلى درجة أن انفجار آخر قنبلة في المدينة وقع في شهر آذار/ مارس الماضي. هذا يعد هدوءًا طويلًا للغاية في مدينة بسوريا التي تغلي كالمرجل.

***

الأربعاء الماضي وقع الحادث الذي أفسد الهدوء في المدينة الخاضعة لسيطرة الإرهاب. كان جنود أمريكيون يتناولون طعامًا رومانسيًّا مع إرهابيي وحدات حماية الشعب في مطعم وسط المدينة.

في تلك اللحظة وقع انفجار أمام المطعم، أسفر عن مقتل 19 شخصًا بينهم أربعة أمريكيين بين عسكري ومستخدم مدني. كما يمكنكم أن تتوقعوا، تبنى تنظيم داعش الهجوم.

نعم، أتحدث عن التنظيم الذي قالت وحدات حماية الشعب إنها ستطلق سراح عناصره الأسرى لديها، إثر إعلان الولايات المتحدة عزمها سحب قواتها من سوريا.

قلتها في السابق، وأعيدها مرة أخرى لكي يتذكر من نسوا، قبل عشرين يومًا هدد قياديا وحدات حماية الشعب رياض ضرار وإلهام أحمد الولايات المتحدة والغرب.

 إلهام أحمد قالت:

"نخشى من فقدان السيطرة على الوضع، وأن يصبح من الصعب علينا إبقاء الأسرى في السجون، من أجل البلدان الغربية بما فيها فرنسا. ينبغي على حلفائنا أن يعلموا بأنه لا يمكننا نقل الإرهابيين الأجانب معنا، في حال فقداننا أراضينا بسبب انسحابهم".

***

 تزامن الهجوم مع إعلان ترامب أن داعش انتهى في سوريا وأن القوات الأمريكية ستنسحب، يشير إلى الجهات المحرضة على تنفيذه:

إنها الجهات المستميتة لإفشال سياسة الرئيس الأمريكي الرامية لعزل بلاده،  والتي يشكل الانسحاب من سوريا جزءًا منها.

ولن ينفع توسل سي إن إن ووسائل الإعلام التي تسوق نفسها على أنها يسارية في بلادنا، للولايات المتحدة بعدم الانسحاب وعدم قطع دعمها لوحدات حماية الشعب، "لأن داعش لم ينتهِ".

فكما رأى بوتين المكيدة في اغتيال السفير الروسي بهدف الإيقاع بين أنقرة وموسكو، سيدرك ترامب بشكل أفضل عقب هجوم منبج أنه لا بد من التعاون مع تركيا.

ولا شك أنه سيجعل المحرضين والمنفذين يدفعون الثمن غاليًا.

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس