الأناضول

لا ينصب جُل اهتمام الشابة الفلسطينية مروة ظاهر، على ما يدور من أحداث درامية في الجزء الرابع من المسلسل التاريخي التركي "حريم السلطان"، فكل ما يثير انتباه ابنة العشرين عاما، هو ما ترتديه النجمات التركيات من "زينة" و"إكسسوارات".

فهذه المجوهرات، ذات الطابع الفلكلوري العثماني، هي من تنتزع إعجاب مروة، وتدفعها كما تقول لوكالة الأناضول، لإمعان النظر في جديد ما تتزين به النجمات التركيات من "أساور" و"أقراط" و"خواتم".

وعقب انتشار المسلسلات التركية في عدد من القنوات الفضائية العربية، تقول ظاهر إن مسلسل "حريم السلطان" هو من لفت انتباهها إلى ما تصفه بـ"أناقة وجمال" المجوهرات التركية، وطابعها الملكي.

وتضيف: "أحرص على متابعة ما ترتديه نجمات المسلسل من إكسسوارات وزينة مختلفة، وعندما بدأت هذه الخواتم والمجوهرات في الانتشار في محال وأسواق غزة شعرت بسعادة بالغة وبدأت في اقتنائها على الفور".

وتعرف السلع والبضائع التركية رواجا ملحوظا في أسواق غزة، بعد تدفق تلك المنتجات إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم (المنفذ التجاري الوحيد) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية عقب حادثة "أسطول الحرية".

فبعد منتصف عام 2010 بدأت إسرائيل بالتخفيف من وطأة الحصار الذي فرضته على القطاع في منتصف يونيو/حزيران 2007، بعد حملة من الضغط الدولي عقب قيام قواتها البحرية بالاعتداء على متضامني أسطول الحرية بالهجوم على سفينة مرمرة التركية، في 31 مايو/أيار 2010؛ الأمر الذي أدى لمقتل 10 متضامنين أتراك.

ولم يعد الإعجاب بالمسلسلات التركية يقتصر على "الأزياء التركية" و"التأثيث المنزلي"، بل تجاوزه كما تقول الفتاة نوال حجازي 23 عاما إلى المجوهرات والإكسسوارات.

وتضيف نوال، لوكالة الأناضول، والتي تستعد لزفافها، إنّ مجوهرات المسلسلات التركية استحوذت على اهتمامها.

وتوضح: "في مسلسل حريم السلطان، استوقفني جمال المجوهرات، وما تتزين به نجمات تركيا من أساور وخواتم، فقررت أن أختار العديد من قطع تلك الإكسسوارات".

ومن أجمل ما اقتنته نوال التاج أو ما يُعرف في تركيا بـ"خيط الروح"، وتستعد كما تقول لتزيين رأسها به لينسدل على جبينها في يوم زفافها.

وتضيف: "ثمن التاج 70 دولارا، أشعر وأنا أرتديه وكأني ملكة، شكله أنيق جدا، كما أن الخواتم باللون البرونزي، وما تحتويه من قطع معدنية أشبه بالأحجار الكريمة، غاية في الجمال والأناقة، ومسلسل حريم السلطان يتميز بمجوهرات عثمانية فاخرة ".

وتدور أحداث مسلسل "حريم السلطان" في إطار تاريخي حيث يرصد حياة السلطان سليمان القانوني الذي يعتبر من أهم الحُكام في تاريخ الدولة العثمانية.

ووفق مخرجي مسلسل "حريم السلطان" فإن التميز الفريد لمجوهرات المسلسل يعود لصناعتها على نسق الحلي السلطانية العثمانية الأصلية.

ومن أكثر ما يميز المسلسل هو ارتداء النجمات لخاتم كبير مرصع بالحجر الزمرد الأخضر، وارتداء التاج الذي يطّوق الرأس وينسدل بزينة مميزة على الجبين.

ولا يقتصر الإعجاب بالمجوهرات التركية على الفتيات، إذ يمتد إلى الشباب، ويقول معاذ الرنتيسي، 23 عاما لوكالة الأناضول، وهو واحد من بين كثير من الشبان باتوا يفضلون ارتداء "خاتم الفضة"، إنّه معجب كثيرا بخاتم الممثل التركي، نجاتي شاشماز، المشهـور بـاسم "مراد علمدار" في المسلسل التركي "وادي الذئاب".

ويتابع: "خواتم الفضة جميلة، ومنذ أن رأيت مراد يرتدي خاتم الفضة، أعجبني كثيرا، وقررت شراؤه وارتدائه".

وفي أول مرة ارتدى فيها الخاتم وجد الرنتيسي صعوبة من أصحابه وعائلته في تقبل الأمر، لكنهم سرعان ما تقبلوا الفكرة لجمال الخاتم، وانتشار اقتنائه بين الشباب في غزة كما يقول.

ويعتبر "وادي الذئاب" من أشهر المسلسلات الدرامية البوليسية، ويحظى بطله "مراد" في قطاع غزة بإعجاب كبير.

ويقول محمد الحداد، وهو صاحب محل لبيع "الحلى" و"الفضة" في مدينة غزة، إن المجوهرات التركية وبفعل الدراما بدأت تنشر في أسواق ومحال القطاع.

ويُضيف الحداد لوكالة الأناضول، إن الإقبال من قبل الشبان في غزة على المجوهرات والحلى التركية ازداد كثيرا بسبب ما وصفه بتأثير الدراما وحبهم لتقليد نجوم تركيا.

ويستدرك الحداد بالقول:"كما أن أناقة هذه المجوهرات، وجمالها وألوانها المتميزة خاصة الأزرق والأخضر، وانتشار التاج التركي، الذي تضعه نجمات تركيا في المسلسلات التاريخية دفع الشبان إلى اقتناء هذه الزينة".

وفي حين تفضّل الفتيات ارتداء التاج، يسعى الشباب إلى اقتناء خاتم "مراد" أو السلطان سليمان المصنوع من الفضة ويتراوح سعر الخاتم من 70 إلى 90 دولارا، وفق الحداد.

ويضيف: "بعض الشباب لا يكترث لثمن خاتم الفضة المرتفع، المهم أن يقتني هذا الخاتم ويتفاخر بأنه يرتدي في يده ما يشبه ما يرتديه النجوم".

وبفضل الدراما التركية يقول الحداد إن بائعي الإكسسوارت في غزة باتوا يعتمدون على ما يرتديه النجوم في المسلسلات لجذب اهتمام الشباب والفتيات.

وبدأت حكاية الدراما التركية مع العالم العربي عام 2007، عندما شرعت قناة "mbc1" بعرض مسلسل "إكليل الورد" (مدبلج إلى اللغة العربية باللهجة السورية)، ليتبعه عشرات المسلسلات التي بُثّت ولا تزال في العالم العربي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!