كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة شديد الأهمية في سوتشي قبيل ساعات من انتهاء مهلة الـ 120 ساعة المنصوص عليها في الاتفاق مع الولايات المتحدة لخروج تنظيم "ي ب ك" من المنطفة الآمنة، شرق الفرات.

المادة الرئيسية لأجندة القمة كانت وجود التنظيم ووضعه في المناطق التي انتقلت لسيطرة روسيا والتظام السوري، عقب سحب الولايات المتحدة قواتها.

موقف تركيا قبل الأزمة كان يرفض أن تضع موسكو "ي ب ك" تحت حمايتها، كما فعلت واشنطن، ويطلب إخراجه من المنطقة الآمنة. 

لم تكشف موسكو عن أوراقها قبل الاجتماع، لكنها كانت تدفع النظام السوري إلى الواجهة وتحث تركيا على تطوير علاقاتها معه. 

لا شك أن موسكو كانت تدرك مدى أهمية الأمر بالنسبة لأنقرة، وكان من المنتظر أن يتصرف بوتين بشكل "معقول" لأن عدم تلبية تطلعات تركيا كان سيؤدي إلى منعطف خطير في العلاقات بين البلدين. 

عقب مباحثات طويلة في الاجتماع الثنائي وعلى مستوى الوفود خرج الزعيمان أمام الكاميرات وأعلنا إبرام "اتفاق تاريخي من 10 بنود".

بحسب الاتفاق، أكدت روسيا وتركيا مجددًا على وحدة التراب السوري. هذا البند هام جدًّا فهو ضروري من أجل طمأنة محاوري تركيا بأن لا أهداف توسعية لديها والعملية العسكرية مؤقتة. 

هناك بند هام آخر، وهو تأكيد الطرفين على "مكافحة كافة أشكال ومظاهر الإرهاب وإفشال الأجندات الانفصالية".

يقر الطرفان بأن "اتفاق أضنة" يعتبر مرجعًا، وهذا بند يؤكد مشروعة عملية نبع السلام. 

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المادة التي تنص على "المحافظة على الوضع الراهن في منطقة عملية السلام على عمق 32 كم ما بين رأس العين وتل أبيض".بمثابة اعتراف روسي بالمنطقة الآمنة.

بحسب الاتفاق، سيتم سحب عناصر "ي ب ك/ بي كي كي" من المناطق الواقعة على الحدود التركية السورية خارج نطاق عملية نبع السلام، خلال مهلة 150 ساعة.

وباستثناء القامشلي، ستتجول دوريات تركية روسية مشتركة على عمق 10 كم. كما سيتم إخراج جميع عناصر "ي ب ك" مع أسلحتهم من منبج وتل رفعت، اللتين تتمتعان بأهمية استراتيجية بالنسبة لتركيا.

أحبط الاتفاق مع الولايات المتحدة ثم مع روسيا جميع الجهود الرامية لتأسيس "دويلة" على حدودنا.، وسيتم إبعاد التنظيم الإرهابي 30 كم عن حدودنا. 

من خلال هذين الاتفاقين، اللذين حققا نصرًا دبلوماسيًّا كبيرًا لتركيا، ضمنت أتقرة أمنها ووجهت الرسالة اللازمة للغرب. وسوف يتضح قريبًا أن أحدًا لن يستثمر في "دولة بي كي كي" بعيدة عن الحدود التركية.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس