ترك برس

وضع كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، نفسه في وضع حرج بعد نشره خبراً حول اتفاق بين أنقرة والدوحة، دون التأكد من مصدر موثوق، ليتضح لاحقاً أن الخبر غير صحيح.

وقبل أيام، نشرت صحيفة "جمهورييت" و"T24" المعارضتين، خبرا حول توقيع بروتوكول بين أنقرة والدوحة، في إطار "الصحة العسكرية"، يتيح للطلبة القطريين القدوم إلى تركيا ودراسة الطب والصيدلة وطب الأسنان بدون اختبار قبول.

ووفقا للنظام التعليمي التركي، فإن الانضمام إلى التخصصات الجامعية يسبقه اختبارات للتحقق من تأهل الطالب للتخصص من عدمه.

زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو دون التحقق من الخبر، سارع إلى مشاركة تقرير "T24" على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي، ما أثار جدلا واسعا في البلاد.

لاحقاً، اتضح أن الخبر كاذب، ليسارع موقع "T24"، للاعتذار لجمهورها عن نشر الخبر، مشيرة إلى أن البرتوكول الموقع بين تركيا وقطر في آذار/ مارس 2021، وتم نشره في الجريدة الرسمية في 25 حزيران/ يونيو، وشاركه كليتشدار أوغلو، تم فهمه على أنه جرى منح القطريين الحق في التعليم الطبي دون إجراء الفحص اللازم في تركيا.

كليتشدار أوغلو، الذي نشر الخبر نقلا عن "T24" قام بمهاجمة الحكومة التركية، ورغم نفي القناة بعد ذلك فإنه لم يقم بإزالة تغريداته على حسابه في "تويتر"، بحسب ما ذكره تقرير لـ "عربي21."

وقال كليتشدار أوغلو في تعليقه: "إنها حكومة غير محترمة وليس لديها أدنى حب لشبابها، ألا تخجل يا حزب العدالة والتنمية من ذلك؟.. ألا يستطيع أحد منكم أن يخرج هذا قرار غير عادل؟ طلابنا للوصول إلى هذه التخصصات يهدرون كل شبابهم".

وتابع قائلا: "لا تقلقوا أيها الشباب، سنرسل هذه العقلية التي حولت البلد بأكمله إلى قطر إلى مزابل التاريخ، وسنمزق هذه البروتوكولات".

كليتشدار أوغلو الذي هاجم أيضا الاتفاقية في تغريدات أخرى، اعترض على العلاقة بين الحكومة التركية وقطر، متسائلا: "لماذا قطر دائما قطر؟".

ومع الجدل الواسع الذي أحدثه الخبر الكاذب، علق رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون على نفيه، موضحا أن البروتوكول عسكري فقط، وضمن إطار تبادل الخبرات بين البلدين.

وقال ألطون: "نعم، بسبب الكذبة اعتذرت القناة المعنية بعد 27 ساعة، ماذا عن المعارضين الذين نشروا هذه الكذبة، وحاولوا استفزاز شبابنا قبل الامتحانات؟ بالطبع سيدفنون رؤوسهم في الرمال".

واستنكر ألطون تحريف الاتفاق، مشيرا إلى أنه يقتصر فقط على المجال الطبي العسكري بين قوات البلدين.

وأوضح: "بحسب البروتوكول، سيتمكن أفراد القوات المسلحة لدى البلدين، من الاستفادة من التبادل في إطار التخصصات المحددة، والهدف هو الاستفادة الكاملة من الخبرة في مجال الطب العسكري".

وتابع: "وبعيدا عن قطر، هناك طلاب عسكريون من أكثر من 20 دولة صديقة وحليفة لتركيا، يستفيدون من البرنامج ذاته، ومنها: قبرص التركية، والبوسنة والهرسك، وأذربيجان، وكازاخستان، وأفغانستان، وألبانيا، ومولدوفا، وغامبيا، والصومال، وكوريا الجنوبية".

وأضاف: "ستواصل تركيا تعميق علاقاتها مع الدول الصديقة والحليفة من خلال الاستفادة من الخبرات والفرص المتبادلة، وسنواصل وضع الأكاذيب في وجه من يحاول تضليل الجمهور بالأكاذيب والافتراء".

والجمعة، نشرت الجريدة الرسمية في تركيا، المرسوم الرئاسي حول تعزيز التعاون التدريبي بين تركيا وقطر، وذكرت أن "تركيا وقطر وقعتا على بروتوكول للتدريب والتعاون في مجال الصحة العسكرية لمدة خمسة أعوام".

الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، قال إن تغريدات زعيم حزب الشعب الجمهوري، بأن الطلاب القطريين سيتم قبولهم في الجامعات دون اختبار فحص، قبل 24 ساعة من امتحانات الجامعات في تركيا، أثر بشكل سلبي للغاية على نفسية الطلاب الذين يعانون من ضغوط الاختبارات.

ودشن الطلاب الأتراك، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا فيها الخبر الكاذب.

وأضاف سيلفي في مقال على "حرييت"، أنه بعد قيام موقع "T24" بالاعتذار، تحولت الأنظار إلى كليتشدار أوغلو، الذي بدلا من الاعتذار لكسب قلوب الشباب الذين تأثرت نفسيتهم، فعل العكس تماما، وواصل انتقاداته حول قطر.

وأشار إلى أن لدى القوات المسلحة التركية اتفاقيات تعاون عسكري ليس مع قطر فقط، بل مع 40 دولة، والسيد كمال (كليتشدار أوغلو) يعلم ذلك، وتم توقيع بعضها عندما كان حزب الشعب الجمهوري شريكا في الائتلافات الحكومية سابقا.

وحول عدم تراجع كليتشدار أوغلو عن تصريحاته رغم أنه تبين أن الخبر كاذب، أوضح سيلفي، أنه يفعل ذلك عن قصد، "إنه يستخدم كافة الوسائل من أجل إضعاف السلطة، بغض النظر عن ما إذا كان ذلك صحيحا أو خاطئا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!