ترك برس

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، على أن تركيا تحتل مكانة عالمية في مجال الصناعات الدفاعية، وأنها أحدثت ثورة بهذا المجال خلال العقدين الأخيرين.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لمعرض إسطنبول الدولي للصناعات الدفاعية "آيدف IDEF"، الذي يبدأ اليوم ويستمر حتى 20 أغسطس/ آب الجاري.

وأوضح أردوغان أن تركيا دولة يسعدها أن تتقاسم مع أصدقائها كل الإمكانات والقدرات التي طورتها في مجال الصناعات الدفاعية.

وأعرب عن اعتقاده أن توفير مناخ السلام والاستقرار والثقة في المنطقة والعالم يعتمد على إقامة توازن عادل في الصناعات الدفاعية. بحسب وكالة الأناضول.

وقال: "الاتفاقات والبروتوكولات الموقعة في المعرض (الحالي)، تشير إلى أنه احتل مكانة عالمية في هذا المجال".

ولفت إلى أن تركيا أحدثت ثورة في الصناعات الدفاعية كبقية المجالات خلال السنوات الـ 19 الأخيرة، مبينًا أن بلاده وصلت نقطة جيدة جدًا في مساعيها لتقليل التبعية للخارج بهذا المجال.

وأكد أن تركيا نجحت في تقليص مستوى اعتمادها على الخارج في الصناعات الدفاعية من اعتمادية بنسبة 80 إلى 20 بالمئة.

وشدد أن تركيا تعتبر بين أول 3 أو 4 دول بالعالم في تصميم وإنتاج وبيع الطائرات المسيرة المسلحة التي أثبتت فعليًا نجاحها على الأرض.

وأوضح أن تركيا وضعت ثقلها في الصناعات الدفاعية بهدف تجاوز الصعوبات التي سببها الموردون العالميون والحظر المعلن وغير المعلن الذي تعرضت له.

وتابع بهذا الخصوص: "بالإضافة إلى تلبية احتياجاتنا في صناعات الدفاع، نستثمر في تطوير تقنيات ومركبات ومنتجات المستقبل".

وأشار إلى أن صادرات تركيا في مجال الدفاع والطيران تجاوزت 3 مليارات دولار في حين لم تصل ربع مليار من قبل.

وفي سياق آخر، أكد أن العقلية المتمثلة في اعتبار قطرة النفط أكثر قيمة من قطرة الدم لا مكان لها في قيم تركيا ومفهومها الاجتماعي.

وأضاف: "لن نكون أبدًا من أولئك الذين يأتون من عشرات آلاف الكيلومترات ويمطرون الناس بالقنابل تحت ذريعة محاربة الإرهاب ودون الاكتراث بالمدنيين والأبرياء".

وبين أن حجم ونوعية المشاركة في المعرض، الذي يعود إلى عام 1993 ويقام كل عامين، هو مؤشر على نجاح الصناعات الدفاعية في تركيا.

ولفت إلى أن معرض العام الحالي شهد مشاركة 1236 شركة وممثلية، بينما كانت 1061 العام قبل الماضي.

وأردف: "بصفتنا عضوًا رائدًا في حلف الناتو (شمال الأطلسي)، وهو أكبر اتفاق دفاعي في العالم، فإننا نعتقد أن مساهمتنا في السلام الإقليمي والعالمي ستزداد كلما طورنا صناعتنا الدفاعية".

وتابع: "ونسعى جاهدين للقيام بدورنا في هذا الاتجاه من خلال زيادة نفقاتنا الدفاعية والموارد التي نخصصها للبحث والتطوير بطريقة متوازنة".

وأوضح أن عدد مشاريع الصناعات الدفاعية حاليا في تركيا يتجاوز 750 بعدما كان 62 مشروعا فقط عام 2002، وميزانيتها وصلت إلى 75 مليار دولار بعدما كانت 5.5 مليارات دولار.

وأشار إلى أن عدد الشركات العاملة في قطاع الصناعات الدفاعية بتركيا ارتفع إلى 1500 شركة بعدما كان 56.​​​​​​​

وأوضح أردوغان أن تركيا تريد السلام لذلك فهي على استعداد للحرب دوما، نسبة إلى المثل شعبي قديم بهذا المعنى.

ولفت إلى أن الغاية الوحيدة لتركيا من رفع علمها في مكان آخر حول العالم، هو إحلال الأمن والاستقرار والسلام والرفاه هناك.

وأضاف: "بصفتنا أبناء دولة لا تمتلك في تاريخها أي حالات استعمار أو احتلال أو مجازر أو إبادات، فإننا ندعو أصدقائنا في كل مكان نذهب إليه، لتحقيق الفائدة والكسب معا".

وأشار إلى أن تركيا ليست من الدول التي تتخذ من مكافحة الإرهاب ذريعة لتنفيذ عمليات في مناطق على بعد عشرات آلاف الكيلو مترات.

ولفت إلى أن ازدواجية معايير الشركات التكنولوجية العالمية تجاه المنظمات الإرهابية، يعد سببا رئيسيا يدفع تركيا لكي تصبح قوية في كافة المجالات.

وجدد أردوغان مقولته "العالم أكبر من 5" في إشارة مجلس الأمن ونظامه المعوج، لافتا إلى أهمية الصناعات الدفاعية في هذا النظام.

وأوضح أن "هذا المشهد الجميل في معرض "آيدف" للصناعات الدفاعية يظهر مدى المسافة التي تم قطعها في سبيل تغيير النظام العالمي المعوج".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!