ترك برس

شهدت مدينة إسطنبول، أمس الثلاثاء، مفاوضات هي الأولى من نوعها على أراضيها، بين أوكرانيا وروسيا، لإنهاء الحرب المتواصلة بين البلدين منذ 24 فبراير/ شباط الماضي. وأسفرت المفاوضات عن تقديم أوكرانيا بعض التنازلات مقابل تعهدات روسية.

وانطلقت المفاوضات اليوم الثلاثاء في إسطنبول وسط آمال بأن تقود لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر.

مقترحات أوكرانيا

وقد اقترحت أوكرانيا تبني وضع محايد مقابل ضمانات دولية لحمايتها من التعرض لهجوم.

ونقلت رويترز عن مفاوضين أوكرانيين أنهم اقترحوا وضعا لا تنضم بموجبه بلادهم إلى تحالفات أو تستضيف قواعد لقوات أجنبية، لكن أمنها سيكون مضمونا بعبارات مشابهة لما ورد في "المادة 5″، وهي بند الدفاع الجماعي في حلف شمال الأطلسي.

وقال المفاوضون للصحفيين في إسطنبول إن المقترحات ستشمل أيضا فترة مشاورات مدتها 15 عاما بشأن وضع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا ويمكن أن تدخل حيز التنفيذ فقط في حالة وقف إطلاق النار الكامل.

وقال المفاوض الأوكراني أولكسندر تشالي "إذا أمكننا تثبيت هذه البنود الرئيسية -وبالنسبة لنا هذا أهم شيء- فإن أوكرانيا ستكون عندئذ في وضع يوطد فعليا وضعها الحالي كدولة غير عضو في أي تكتل وغير نووية في صيغة الحياد الدائم"، بحسب ما نقله تقرير لـ "الجزيرة نت."

وأضاف "لن نستضيف قواعد عسكرية أجنبية على أراضينا، والأمر نفسه بالنسبة لنشر وحدات عسكرية على أراضينا، ولن ندخل في أي تحالفات عسكرية سياسية". وستُجرى التدريبات العسكرية بموافقة الدول الضامنة.

وقال الوفد الأوكراني المفاوض "يجب أن يكون هناك اتفاق على المستوى الدبلوماسي وأن يكون ملزما للجميع".

وأضاف أن أوكرانيا ستوقع على الاتفاقات عند وقف الحرب وعودة اللاجئين واستتباب الأمن، موضحا أنه "إذا تم توقيع اتفاق تحت الضغط وفي ظل الحرب فلن يكون جيدا"

وتضمنت مقترحات أوكرانيا "مطالبة الدول الضامنة بالتدخل خلال 3 أيام إذا تعرضنا لأي عمل عسكري".

لكن الوفد أصر على حصول تفاهم بشأن جزيرة القرم "وإلا فلن يكون هناك حل آخر غير استعمال السلاح".

وقال الوفد الأوكراني المفاوض "من حق الروس أن يعتقدوا أن القرم روسية لكن من حقنا استعادة كل ما هو أوكراني". وأضاف "الوضع في الأراضي المحتلة في القرم لا يسمح للمواطن بالتعبير عن رأيه".

تعهدات روسيا

ومن جانبه، قال ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي إن موسكو قررت تقليص الأعمال القتالية قرب كييف وتشيرنيهيف لتهيئة الظروف للحوار.

ووصف رئيس الوفد الروسي المفاوض فلاديمير ميدينسكي المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول بالبناءة.

وقال ميدينسكي إن الوفد الروسي تلقى من الجانب الأوكراني خلال المفاوضات مقترحات بشأن الموقف الأوكرانية من التسوية لإدراجها في الاتفاق بين الجانبين.

وأشار إلى أن روسيا لا تعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وأوضح أنه سيدرس المقترحات الأوكرانية ويبلغ بها الرئيس فلاديمير بوتين.

وأكد ميدينسكي أنه سيتم عرض هذه المقترحات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أقرب وقت، وقال "سنقوم بالرد على الجانب الأوكراني".

وأعلن ميدينسكي في ختام المفاوضات أن الجانب الروسي سيتخذ خطوتين للتقليل من حدوث التصعيد في أوكرانيا إحداها عسكرية والأخرى سياسية.

ولفت إلى أن الضمانات الأمنية التي طلبتها أوكرانيا لا تنطبق على شبه جزيرة القرم ودونباس، أي أن أوكرانيا تتخلى عن إمكانية استعادة هذه المناطق بالوسائل العسكرية.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد رحّب أمس الثلاثاء بـ"التقدم الأهم" في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الحرب، في الجولة التي استضافتها إسطنبول. وقال جاويش أوغلو "إنه التقدم الأهم منذ بدء المفاوضات".

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!