ترك برس

قالت صحيفة "دنيا" التركية المتخصصة في الاقتصاد، إن إسطنبول تتجه إلى الريادة في سوق الحبوب الدولي، فيما تواصل أسعار القمح الانخفاض عالمياً، عقب توقيع اتفاق قبل أيام، بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة تركية وأممية.

ونقلت الصحفية التركية عن ممثلي صناعة الأغذية التركية، أن التنفيذ الناجح لصفقة الحبوب التي وقعت مؤخرا في اسطنبول قد يؤدي إلى إنشاء بورصة دولية للحبوب في المدينة التركية.

وأفاد رئيس الرابطة التركية لمصدري البذور الزيتية والبقوليات، كاظم تايجي، بأن "توقيع الاتفاقيات الخاصة بتصدير المنتجات الزراعية (الحبوب) عبر البحر الأسود أعطى إسطنبول فرصة لتصبح واحدة من المراكز الرائدة في العالم لتحديد أسعار القمح".

وقال المسؤول: "سنعمل على تحويل إسطنبول إلى مركز على المدى المتوسط ​​والطويل أين سيتم تحديد أسعار الحبوب العالمية. قد يتم إنشاء بورصة للحبوب في إسطنبول، نحن بحاجة إلى العمل في هذا الاتجاه".

وأشار رئيس الرابطة التركية إلى أن تنفيذ مثل هذه الخطط أمر واقعي للغاية بالنظر إلى أن روسيا وأوكرانيا تمثلان 30% من سوق الحبوب العالمية.

وفي سياق متصل، أعربت رئيسة جمعية موردي الحبوب في تركيا، غولفم أران، عن اعتقادها مواصلة انخفاض أسعار القمح عالمياً بعد توقيع اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية في إسطنبول الجمعة.

وقالت أران في تصريح لوكالة الأناضول: "نعتقد أن أسعار القمح العالمية الماضية فعلياً في اتجاه الهبوط، قد تنخفض بعض الشيء أيضاً عند تصدير الحبوب (عبر البحر الأسود) بأمان".

وأشارت إلى أن التوقعات تشير إلى ارتفاع محصول القمح الروسي من 76 مليون طن في 2021 إلى 88 مليون طن في 2022.

وأضافت أنه بفعل الحرب في أوكرانيا، فإنه من المتوقع أن ينخفض محصول القمح في هذا البلد من 32 مليون طن في 2021 إلى 20 مليون طن في 2022.

وأوضحت أران أن أوكرانيا لا تستطيع تصدير حبوبها بالقدر المطلوب بحرياً نتيجة المعوقات اللوجستية الناجمة عن الحرب، الأمر الذي وضع البلدان المستوردة للحبوب الأوكرانية في إفريقيا والشرق الأوسط في وضع صعب، وأدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب عالمياً.

وأكدت أنه مع توقيع اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في إسطنبول الجمعة، يتوقع انخفاض أسعار القمح.

والجمعة، وقعت روسيا وأوكرانيا وبوساطة تركية وأممية، اتفاقاً يحدد آلية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود إلى أنحاء العالم، وذلك في مراسم حضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فضلاً عن أعضاء الوفدين الروسي والأوكراني.

ووقع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الاتفاق بشكل منفصل مع نظيره التركي خلوصي أكار، وبعد ذلك وقع وزير البنى التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف على الاتفاقية مع الوزير التركي بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة.

ووفقا للاتفاق، سيُستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.

وينص الاتفاق على إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، وسيشارك في المقر الطرفان المتحاربان ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.

وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية في العالم، وتخضع موانئ أوكرانيا -بما فيها ميناء أوديسا الرئيسي- لحصار يفرضه أسطول روسيا في البحر الأسود.

ويوجد نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في صوامع في أوديسا، حيث تقطعت السبل بعشرات السفن بسبب هجوم موسكو الذي تصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة".

وفي إطار الإقدام على الترتيبات الأولية لتنفيذ اتفاق إسطنبول، أعلنت إدارة الموانئ الأوكرانية أمس الأحد بدء تجمع قوافل سفن الحبوب في موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني.

وقالت إدارة الموانئ إن الاستعدادات اكتملت لاستئناف عمل الموانئ الثلاثة، وأكدت ضرورة تقدم السفن بطلب لضمها إلى القوافل المذكورة، مشيرة إلى أن دخول وخروج هذه السفن إلى الموانئ الثلاثة سيتم تحت قيادة سفينة محددة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!