راسم أوزان كوتاهيلي – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يوجد أمامنا مشهد سياسي غامض بعد انتخابات 7 حزيران، لكن قناعتي هي أنهم لن يستطيعوا مهما حاولوا وعملوا جاهدين لتشكيل حكومة ائتلافية مفيدة لتركيا، وهم بكل تأكيد سيحاولون حتى آخر لحظة، لكني أتوقع أننا نسير نحو انتخابات 22 نوفمبر التي لا يمكن تجنبها.

***

أكثر حزب التزم الهدوء والرزانة بعد انتخابات 7 حزيران هو حزب العدالة والتنمية، وأنا كمؤيد للحزب أرى أنّ استمرار هذا الأسلوب ضروري، فنحن في مرحلة حرجة يتوجب علينا التصرف فيها بحذر شديد وبعقلانية، ولا يوجد أي فائدة لسياسة النزاع والنقاشات الحادة والخلافات، ولهذا كان تصرف اردوغان بعد انتخابات 7 حزيران صائب وسليم، وخلال تصرف حزب العدالة والتنمية، وهذا ما أثبت مجددا أنّ حزب العدالة والتنمية حزب سياسي ذكي وعقلاني وصبور، والزمن لصالح العدالة والتنمية.

***

اتخذ حزب العدالة والتنمية من حزب الشعوب الديمقراطي هدفا له في حملته الانتخابية، ومع أنّ الجميع كان يدرك ويعلم أنّ العدالة والتنمية سيفوز بأعلى نسبة انتخابات، إلا أنّ تلك السياسة صبت كلها في مصلحة حزب الشعوب الديمقراطي.

وهذا في الحقيقة قانون الطبيعة، فعندما يتحدث الشيء الأعظم والأكبر ويعطي قيمة للشيء الذي يصغره جدا، ويتناقشون ويتصارعون، فبكل تأكيد هذا سيكون من منفعة ومصلحة الصغير، وسيبقى الأصغر رابحا في كل الأحوال، وهذا ما فعله العدالة والتنمية خلال الحملات الانتخابية، مما أدى إلى زيادة نسبة حزب الشعوب الديمقراطي إلى 13%.

***

لكن مع ذلك لا يمكن الاستهانة والتقليل من النسبة التي حصل عليها العدالة والتنمية وهي 41% من أصوات الناخبين، ففي الديمقراطية الطبيعية نسبة 41% هي نسبة كبيرة جدا، ولا يوجد حزب سياسي في كل أوروبا استطاع الحصول على مثل هذه النسبة بعد 13 سنة خدمة في الدولة، ولا يوجد فقدان لأصوات حزب العدالة والتنمية في كل فئات الشعب باستثناء الأكراد، بينما كان تصويت المتدينين الأكراد للحزب الكردي بسبب السياسة التي اتخذها حزب العدالة والتنمية التي ذكرتها في الأعلى، وهذا السبب الوحيد الذي جعل العدالة والتنمية لا يحصل على أغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة.

***

حصل اردوغان في انتخابات رئاسة الجمهورية على نسبة 52% بسبب دعم المتدينين الأكراد له، ولو حصلت جولة ثانية بين اردوغان وإحسان أوغلو لوصلت نسبة اردوغان إلى 60%، بمعنى أنّ جميع الأكراد كانوا سيصوتون لاردوغان بلا شك، وهذا ما أشارت إليه الدراسات واستطلاعات الرأي.

***

لهذا يجب علينا أنْ لا ننسى أبدا هذه الحقيقة السياسية، والمشهد الذي أمامنا يحتاج منا التروّي أكثر والتعقّل أكثر، وما ثبت أيضا خلال هذه الانتخابات، هو بطلان الإدعاء الذي كان يقول أنه بمجرد خروج اردوغان من العدالة والتنمية سيحصل الحزب على نسبة تصويت أعلى، ولهذا أقولها لكم بوضوح، سواء قبلتم بذلك أم لا، حزب عدالة وتنمية يقصي اردوغان منه ويخرج عن سيطرته، لن يستطيع حتى تجاوز نسبة الحسم، ولو أنّ أي شخص خرج عن حزب اردوغان لتشكيل حزب جديد، لن يحصل على نسبة إلا كتلك التي حصل عليها حزب السعادة، لذلك كونوا عقلاء.

عن الكاتب

راسم أوزان كوتاهيلي

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس