ترك برس

اتّهم تقرير تركي الولايات المتحدة بانتهاك معاهدة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، عبر تقوية منظمة "حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي) المصنفة في قائمة الإرهاب، مؤكّدا أن المعاهدة تُلزم واشنطن بتعزيز أمن "الحليف التركي"، وبالتالي عدم دعم التنظيمات التي تهدد ذلك الأمن.

وقال التقرير، الذي أعدّته وكالة الأناضول للأنباء (رسمية)، إن تصريحات مثيرة للاهتمام بدأت تصدر من واشنطن، عقب الغارة الجوية التركية على مواقع حزب الاتحاد الديمقراطي (امتداد بي كي كي)، بمنطقة "قره تشوك" في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا.

وأورد التقرير قول المتحدث باسم البنتاغون، الميجور أدريان رانكين غالاوي، في بيان، إن "الغارة الجوية (التركية) هذه؛ لم يتم الموافقة عليها من قبل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش وأدت إلى مقتل قوات متحالفة معنا، بما في ذلك قوات من البيشمركة".

وبحسب التقرير، تتفق الدول الأعضاء في حلف الناتو، الذي لعبت الولايات المتحدة دورًا بارزًا في وجوده وتطويره وكانت أكبر المساهمين فيه، على تعزيز الدفاع الجماعي والمشترك زمن الحرب والسلم، وتوحيد الجهود لحماية الأمن.

وتقول المادة الثالثة من معاهدة حلف شمال الأطلسي: "...يعمل الأطراف فرادى ومجتمعين، من خلال الاعتماد الذاتي الفعال، والدائم، والدعم المتبادل، على تحقيق قوة مقاومة وقناعة ذاتية ومشتَركة ضد الهجمات والاعتداءات المسلحة والاستمرار في تطوير ذلك".

فيما تقول المادة الخامسة، إن "أي اعتداء أو هجوم أو عدوان مسلح ضد أي طرف في حلف الناتو، يعتبر عدوانًا على جميع دول الحلف"، وفقًا للتقرير التركية.

وبناء عليه؛ فإن جميع دول الحلف متفقة على أنه في حال وقوع مثل هذا العدوان المسلح ينبغي على كل طرف منهم تقديم العون والمساندة للطّرف أو الأطراف التي تتعرض للعدوان باتخاذ الإجراءات الذاتية، وبالتّعاون مع الأطراف الأخرى دون تأخير، بما في ذلك استخدام قوة السلاح إذا تطلب الأمر لإعادة الأمن.

وتابع التقرير: عقب الغارة الجوية التركية فجر 26 أبريل/ نيسان الجاري، التي استهدفت مواقع لتنظيم الاتحاد الديمقراطي، بمنطقة "قره تشوك"، ومواقع "بي كي كي" في قضاء سنجار التابع لمحافظة الموصل شمالي العراق، استخدمت العناصر الإرهابية المسلحة الموجودة على الحدود السورية، صواريخ "تاو"(TOW)  الأميركية الصنع، ضد عناصر القوات المسلحة التركية على خط الحدود.

واستهدف الإرهابيون في 26 أبريل/ نيسان الجاري، مخفرًا تركيًا على الحدود مع سوريا، في قضاء "قزل تبه" بولاية ماردين (جنوب شرقي تركيا)، وسجلوا الهجوم على مقطع فيديو، ونشَروه في وسائل التواصل الاجتماعي، كما سجلوا لحظة إطلاق الصاروخ أميركي الصنع باتجاه الهدف.

كما أكّد مصدر عسكري تركي اطلع على التسجيلات المصورة، لوكالة الأناضول، صحة المشاهد، مؤكّدًا كذلك أن السلاح المستخدم ضد الموقع التركي كان من طراز "تاو" أمريكي الصنع.

وأوضح التقرير أن عناصر تابعة لمنظمة "بي كي كي" الإرهابية، نشرت في وقت سابق، صورًا ومشاهد مسجلة على شبكة الإنترنت، أكّدت فيها امتلاكها صواريخ "تاو" الأميركية المضادة للدبابات.

إلى ذلك، شنت منظمة "بي كي كي" الإرهابية، منذ 26 أبريل/ نيسان الجاري، عدة هجمات ضد أراضي الجمهورية التركية، والتي هي إحدى دول حلف الناتو، وذلك انطلاقًا من الأراضي السورية.

حيث شنت المنظمة الإرهابية، 5 هجمات باتجاه الأراضي التركية، انطلاقًا من عفرين (بريف حلب) ومحافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا)، وفقًا للتقرير.

في سياق متصل، ذكر التقرير أن التسجيلات المصورة التي نشرها مسلّحو المنظمة الإرهابية شمالي سوريا، تؤكّد امتلاك الأخيرة مجموعة من الأسلحة الأميركية أبرزها صواريخ مضادة للدبابات "تاو".

وقالت الأناضول إن مسلحي المنظمة الإرهابية، يمتلكون مجموعة من مرابض إطلاق قاذفات الصواريخ، وقذائف هاون عيار 80 و120، وقنابل يدوية (أم كي 19)، وبنادق "ام 16"، وسيارات عسكرية نوع "هَاموي" (Humwe)، وناقلات جند مدرعة "كوغار"، وطائرات مراقبة صغيرة بدون طيار، وغيرها من الأسلحة والذخائر، وجميعها أميركية الصنع.

وتمكن مسلّحو منظمة "بي كي كي" الإرهابية، من السيطرة على نحو 65 بالمئة من الأراضي السورية الواقعة على الحدود مع التركية، وذلك من خلال دعم سخي أغدقتهُ الولايات المتحدة على المنظمة الإرهابية في إطار محاربة تنظيم داعش.

وبدأت المنظمة التي تعتبرها واشنطن حليفة لها في المنطقة، تطلق على نفسها اسم "قوات سوريا الديمقراطية"، بعد أن جمعت حولها عام 2015 بعض المجموعات الصغيرة التي تتلقى دعمًا لوجستيًا من المنظمة الإرهابية، في الوقت الذي بقي فيه مسلحو "بي كي كي" يشكلون الأغلبية الساحقة لتلك القوات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!