ترك برس

يواصل التركي برهان جشني منذ عشرات السنوات، صنع آلة العود الموسيقي، إلى أن أصبح اليوم أحد أبرز الذين يقصدهم عشاق الفن من العرب، لشراء هذه الآلة الموسيقية من عنده، سواء الطراز التركي منه أو العربي.

وتنهال الطلبات على التركي صانع آلة العود الموسيقية، من مختلف أرجاء العالم ولا سيما الدول العربية، بعدما اكتسب شهرة عابرة للحدود.

ويعمل جشني البالغ من العمر 55 عاما، في ورشته بقضاء "درينجه" في ولاية "كوجايلي" شمال غربي تركيا، حيث يبذل ما بوسعه لتلبية الطلبات.

وتستخدم آلة العود الوترية في الموسيقى العربية والتركية والفارسية ووسط آسيا وجنوب إسبانيا وموسيقى الشرق الأوسط والصومال، وتشتهر بغداد بصناعة العود العربي ويستخدم العود العراقي من قبل كبار الموسيقيين العرب.

وقال جشني إنه بدأ يشتغل في صناعة العود، عام 1984، وبعد خمسة أعوام تلقى عرضا للعمل في الكويت، حيث اكتسب هناك خبرة وشهرة في صناعة العود العربي على وجه الخصوص، وفقاً لما نقله تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.

وبعد عودته إلى تركيا عام 2001، افتتح ورشته على مساحة أربعين مترا مربعا، ينتج فيها نحو ستين عودا مصنوعة يدويا كل عام، يُصدّر منها أكثر من أربعين عودا.

وأوضح جشني أنه يتلقى طلبات من مختلف أرجاء العالم من أستراليا إلى كندا، ومن السويد إلى الدانمارك، فضلا عن الدول العربية.

وتتراوح أسعار الآلات التي يصنعها الحرفي التركي الماهر، بين خمسمئة وثلاثة آلاف دولار، كما أن السعر قابل للارتفاع بحسب المواصفات المطلوبة.

ورغم أن هذه المهنة توفر مردودا ماديا جيدا، فإن جشني يشكو عزوف الشباب عن تعلمها.

ويستخدم العود في العديد من الأشكال الموسيقية وينتشر في العديد من الثقافات رغم أن مخترعه غير معروف، وإن كان يعتقد أن أصوله تعود إلى شمال أفريقيا أو إلى بلاد فارس التي كان يسمى فيها "باربات"، وتظهر أداة موسيقية مماثلة للعود في لوحات مصر الفرعونية.

واليوم، هناك نوعان من العود العربي والتركي والفارق الرئيس بين الاثنين هو أن العود العربي يكون أكبر من نظيره التركي، مما يعطيه صوتًا أعمق مقارنةً بالتركي الذي يعد أكثر شدة ويشتهر العود التركي كذلك في اليونان وأرمينيا.

وفي الماضي، كانت الأوتار المستخدمة تصنع من الأمعاء والريشة من قشرة شجرة الكرز أو قرن حيواني، وفي الوقت الحاضر يتم استخدام البلاستيك.

وحمل المغاربة أو الصليبيون العود إلى إسبانيا وعرفه الأوروبيون بمسمى "العود"، قبل أن يتحول في نهاية المطاف إلى الغيتار الوتري، ومنذ القرن التاسع كان التقليد الموسيقي للبحر الأبيض المتوسط ​​يعتمد في جزء كبير منه على العود.

ووصف عالم القرن الحادي عشر الميلادي الحسن بن الهيثم العود مبكراً في كتابه عن الموسيقى، وذكره قبله كذلك الفيلسوف العربي من القرن التاسع الميلادي يعقوب بن إسحاق الكندي، إذ قال إن العود كان معروفا في شبه الجزيرة العربية ما قبل الإسلام وفي بلاد ما بين النهرين كذلك، وكان للعود ثلاثة أوتار فقط، مع صندوق موسيقي صغير وعنق طويل دون أي أوتاد ضبط، ولكن خلال الحقبة الإسلامية تم توسيع الصندوق الموسيقي، وأضيف وتر رابع وقاعدة أوتاد الضبط.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن الموسيقي زرياب (789–857م) أضاف وترا خامسا للعود يتوسط الأوتار الأربعة، واشتهر بتأسيس مدرسة أندلسية للموسيقى، كانت أحد ناقلي آلة العود إلى أوروبا.

يُذكر أن الطنبور والناي والعود والقانون والكمنجة تعدّ أبرز الآلات الموسيقية التي مثلت الموسيقى التركية الكلاسيكية. قبل أن يتغيّر المشهد في الربع الأول من القرن العشرين، حين أصبح الأتراك على اتصال مباشر مع الحضارة الغربية. وتركت فرق الأوركسترا والكورال والأوبرا والباليه أثرها على الساحة الموسيقية التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!