راسم أوزان كوتاهيلي - صحيفة صباح - ترجمة و تحرير ترك برس

كما تحدثت بالأمس سيزيد مواطنونا السوريون الجدد من الحيوية والغنى الاقتصادي والثقافي لدولتنا على المدى المتوسط.

وبالتالي سيساهم هؤلاء في تحقيق مزيد من الازدهار لتركيا. وهي حقيقة أثبتها علميًا البروفسور بيرول كوفانجلار أحد الاقتصاديين المهمّين في تركيا...

لأن الحروب والنزاعات والقمع والظلم والمشاكل الاقتصادية تدفع ملايين الناس لترك بلدانهم والبحث عن مكان آمن للجوء إليه.

فقد بلغ عدد النازحين قسرًا 59.5 مليون شخص قبل عام 2015 وفق تقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن الأمم المتحدة.

وعلى مستوى العالم، بات هناك حاليًا شخص واحد بين كل 122 شخصاً إما لاجئاً أو نازحاً داخلياً أو طالب لجوء. ولو كان هؤلاء مواطنين في دولة واحدة، لحلّت في المرتبة الـ 24 بين أكبر دول العالم من حيث عدد السكان.

وبناءً عليه أصبح اللاجئون الفارون إلى تركيا نتيجة الحرب المندلعة في سوريا جزءًا من حياتنا. ولكن حالة الاستياء والقلق العام هيمنة على الرأي العام في المجال الاقتصادي وغيره من المجالات الأخرى المتعلقة باللاجئين...

وبناءً على تقديرات البنك الدولي أنفقت تركيا أكثر من 5.5 مليار يورو على قرابة 3 ملايين لاجئ سوري منذ مجيئهم وإلى الآن. كما تحملت بمفردها عبئاً مالياً لا تستطيع أي دولة بمستواها تحمل تبعاته...

وبالرغم من هذا المقدار الهائل فإن إفساد الانضباط والاستدامة المالية التركية قد فشل. لأن 1.5 مليار دولار التي أنفقتها تركيا على اللاجئين سنوياً تعادل 0.2 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي البالغ 800 مليار تقريبًا.

أي أن تركيا استطاعت النهوض من هذا العبء دون أن تشهد أزمة مالية جديدة. إذن هل يشكل هؤلاء الأشخاص تهديدًا حقيقيًا على الاقتصاد التركي؟

في الوقت الذي لم يتعافى فيه الاقتصاد العالمي من الركود الكبير عقب 2008 بشكل كامل، علاوة على الأزمة التي يشهدها الاتحاد الأوروبي واليونان، ودخول الاقتصاد الصيني مرحلة تراجع خلال السنتين الأخيرتين، يواصل الاقتصاد التركي النمو بنسبة 4.3 بالمئة في 2013، و2.9 بالمئة أيضًا في 2014

فقد كان للاجئين نصيب هام في الوصول إلى نسب النمو هذه. لأنهم أشخاص ملتزمون ومناضلون وحريصون، لا يهابون المخاطر، ومحاربون للبقاء على قيد الحياة مما يعد موقفًا مقبولًا عامة.

بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الأشخاص الشجعان والمتعلمين والموهوبين بين هؤلاء اللاجئين السوريين. ووفقًا لمعطيات الاتحاد التركي للغرف وبورصات السلع الأساسية فقد ساهمت الشركات الجديدة التي أسسها السوريون خلال السنتين ونصف الأخيرتين بما مقداره 3 آلاف في الاقتصاد التركي تقريبًا... وسأتابع غدًا.

عن الكاتب

راسم أوزان كوتاهيلي

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس