راسم أوزان كوتاهيلي - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

لم تنتهي ومازالت معضلة العنصرية والفاشية في بلدنا هذا، فهؤلاء الفاشيين المجانين قد روجوا على صفحات التواصل الإجتماعي لحملة قذرة بعنوان" لا أريد السوريين في بلدي " فهؤلاء يريدون تعكير صفو أخوتنا السوريين في أيام العيد الذين إلتجؤا لبلدنا مجبرين والذين قد هربوا من ظلم الفاشيين في سوريا والآن سوف يعيش معنا للأبد كل شخص من أخوتنا السوريين يريد الحصول على الجنسية التركية.

لقد كتبت في 16 آذار عام 2016 حول هذا الموضوع وضرورة تجنيس أخوتنا اللاجئين السوريين الراغبين بالحصول على الجنسية التركية، وأن إشاعة أن السوريين عبىء كبير على البلاد هي كذبة كبيرة، على العكس إن إخوتنا السوريين سوف يساهمون في إغناء البلاد ثقافيا واقتصاديا.
نعم سوف يحصل أغلب السوريون على الجنسية التركية والجواز التركي وذلك وفقا للبشرى التي بشر بها رئيس الجمهورية الطيب أردوغان منذ أيام أخوتنا السوريين وفقا للقانون الجديد الذي سيصدر، ومن الآن فصاعدا سوف يصبحون مواطنين في هذه البلاد.

سوف يعمل إخوتنا السوريون الفارون من الحرب في بلدنا وسوف يتاجرون ويستهلكون هنا أيضا.
هنا سوف يتزوجون وهنا سينجبون الأطفال وحتى سيصبحون آباء وأجداد وسوف تصبح بلدنا بلدهم الجديدة أو حتى يمكن أن تكون أصول البعض منهم من هنا.
من الآن فصاعدا إخوتنا السوريون اللاجئون هم من أهل تركيا ومع مرور الوقت سيتعلمون اللغة التركية وسوف يتكلم البعض منهم اللغة التركية بشكل أفضل منا.
سنشكل مع إخوتنا السوريين 80 مليون نسمة من سكان تركيا.

قبل 100 سنة كان يحمل الأجداد هوية هذا البلد والآن سيحمل إخوتنا السوريون جواز سفر تركيا.

هؤلاء الذين يستحقرون المهاجرين الملتجئين ببلادنا هم عديمي المبادئ وعديمي الشرف، فمعظم سكان هذا البلد هم مهاجرو الأصل، والكاتب "ارتغرول أوزكوك" ذو الكتابات القذرة بهذا الشأن هو ابن مهاجر، هو كالسوريين ولد لاجئ، كيف يستطيع أرتغرول أن يكتب هذه السطور الظالمة وهو ابن مهاجر التجأ إلى أحد أحياء إزمير بسبب ظروف الحياة الصعبة؟
أنا لا أفهم كيف ينبذون هؤلاء المهاجرين الجدد وهم من قبل قد هاجرو إلى هذا البلد....

كلنا لجأنا إلى هذه البلاد ذات مساحة تعادل 780 ألف كيلومتر بعدما خسرنا الكثير من أراضي الإمبراطورية العثمانية في الحرب ، ولم نضيق أبدا على أي أحد احتمى أو لجأ إلى هذه البلاد.
هذه البلاد هي الملاذ الأخير لكل المساكين والمعدومين، هذه البلاد هي الملاذ الأخير لكل المستحقرين والمستضعفين، هذه الديار هي ديار الأمل، تركيا هي بلاد الأحلام والآمال.
فدولة كتركيا حاملة لميراث الإمبراطورية العثمانية عليها أن تغير القانون لحل مشكلة المواطنة، كما في أمريكا فإن كل مولود يولد هناك يحمل جنسية البلاد مهما كانت أصول أبويه وعلى تركيا تطبيق نفس الشيء.

حذار أن تحدثوني عن الفاشيين الأوروبيين النابذين لإخوتنا ولا تحدثوني عن الفاشيين الذين يعيشون بيننا، اللهم أنزل بلاءك وسخطك على كل الفاشيين.

هذه الإمبراطورية هنا سوف تحتضن الجميع، سوف تحتضن الجميع، سترون هؤلاء السوريين الذين تحتقرونهم كيف سيظهر من أولادهم وأحفادهم أعظم الناس وسوف يفيدون هذه البلاد، ولن يكونوا عبئًا على بلدنا بل على العكس سوف يغنون بلدنا .

أهلا وسهلا بكم أخوتي السوريين في بلدكم الجديد تركيا....

عن الكاتب

راسم أوزان كوتاهيلي

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس