أوزلام ألبيرق – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ الشهر الماضي وحلب تتعرض إلى قصف بري وجوي, وتنظر "من خلال شوارعها المهدومة وجثثها التي تخرج من بين الأنقاض وشعبها الذي يعاني من الجوع والعجز في حال نفاده من الموت" إلى وجه العالم الذي ينتظر الاحتفال بالكريسمس.

يبدو أنه لا أحد يشعر بالقلق تجاه حلب وشعبها سوى تركيا والشعب التركي. لا يشعر "من قام بتحويل حلب إلى بحر من الدماء, ودفع بها إلى الأزمة والمصير المجهول من خلال سياسة الإهمال وجعل منها هدفاً  للمجازر الدامية" بالقلق تجاه حلب, إنما نحن أصحاب الضمير والمؤمنون بأن أصوات المظلومين في حلب ستهز العرش الأعلى وحدنا من يشعر بالقلق تجاهها. نحن هو من يشعر بالحزن والقهر عندما نرى أطفال حلب في أكفان بيضاء.

أنا لا أهتم شخصياً بـ "من سيكون الرابح استراتيجياً في المنطقة؟ أو هل سينتصر الأسد أم قوات التحالف هناك؟. و لا أعير أي اهتمام لاحتمال تشكيل منطقة لتنظيم بي كي كي الإرهابي في حلب, أو لما ستفعله أمريكا بقيادة ترامب في خصوص الشأن السوري، وما يمكن أن تكسبه إيران من فوائد في سوريا والدمار الذي ستسببه هذه الفوائد, فكل ذلك لا يعنيني شيئا" في حال سقوط حلب نتيجة القصف الذي تتعرض له, عند مقارنة هذه الأشياء بحالات القتل التي يجب إيقافها في طريقها سريعاً.

الأمر الوحيد الذي أهتم به الآن هو الوقوف في وجه إبادة هذه الحضارة القديمة والتاريخ العميق, والأهم من ذلك إبادة الجنس البشري أمام أعين الجميع. حيث يقوم الأشخاص الذين يريدون الوقوف في وجه ما يحصل في حلب وذوي القدرات المحدودة مثلنا بالدعاء من أجل حلب وأهلها ويرفعون أصواتهم بهدف توعية الناس لذلك. بينما قام أصحاب القدرة على الوقوف في وجه هذه الأوضاع بإعطاء ظهورهم لمدينة حلب التي قاموا بتحويلها إلى منطقة مليئة بالجثث, بسبب انشغالهم بالتحضير للاحتفال بالكريسمس.

التقى الرئيس أردوغان مع نظيره الروسي "بوتين" لثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي بشأن إنهاء القصف والقتل في حلب. ويواصل رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدرم" اتصالاته مع روسيا في هذا الشأن. ولا شك في أن الجهود مستمرة لنقل قضية حلب وسوريا إلى طاولة الحوار في المستقبل.

إن دور أمريكا "التي تحالفت مع بي كي كي الذي استهدف تركيا وتصرفت وكأنها معارضة للموقف التركي بشأن سوريا" في وصول هذا الخراب والانقسام في حلب وباقي مدن سوريا واضح جداً. حتى إن الفشل الأمريكي وإهماله تسبب بتشكيل منطقة تسمح بدخول روسيا وإيران إلى المنطقة. عدم اهتمام روسيا "خلال تطورعلاقات الاتفاق والتقارب بين روسيا وتركيا" بحساسية تركيا تجاه حلب واضح أيضاً.

 كما يبدو أن إيران وصلت إلى درجة اتباع سياسة دينية متعصبة بهدف تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة شيعية  حتى لو اضطرت إلى قتل جميع مسلمي الشرق الأوسط لتحقيق هذا الهدف.

عند النظر إلى هذه الأوضاع, فإن الإنسان يشعر بالذل لمجرد التفكير بالموقف الاستراتيجي الذي يجب أن تتخذه تركيا في المنطقة. ربما يموت الكثير الناس في حلب بينما تقرؤون هذه المقالة.

في النهاية حلب تسودها العتمة والظلام بسبب الدول المنشغلة الآن بتزيين شوارعها بأضواء الكريسمس، ففي حلب تُدمّر حضارة ممتدة إلى آلاف السنسن، وفيها تُرتكب أكبر تراجيديا بشرية.

ففي هذه المرحلة يجب التخلي عن التكهنات، فيما يخص مصير حلب، وعلى كل واحد منّا أن يفعل شيئا في هذا الصدد، على كل واحد منا أن يفعل ما بوسعه من أجل حلب، فأنا شخصيا حاولت فعل ما بوسعي من خلال تناول حلب بمقالة.

عن الكاتب

أوزلام ألبيراق

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس