ترك برس

قال ريتشارد سبنسر، الكاتب في صحيفة التايمز البريطانية الرائدة، إن جريمة قتل السفير الروسي لدى تركيا أندري كارلوف في معرض فني قد تبدو بسيطة مقارنة بالصراع السوري، لكن قد تكون لها عواقب وخيمة بما أن التاريخ يثبت أن الاغتيالات يمكن أن تؤدي بسهولة إلى الحروب.

وفي تحليل له بصحيفة "التايمز" أشار سبنسر إلى أن كارلوف لم يكن مجرد سفير عادي يفتتح المعارض الفنية، بل كان مبعوثا سابقا إلى كوريا الشمالية، وهي حليفة أخرى منبوذة لروسيا وإيران، وكان على دراية جيدة في التعامل مع أوجه بناء التحالفات الروسية التي تفضل في كثير من الأحيان التزام الصمت حيالها.

وبحسب "الجزيرة نت"، رأى سبنسر أن "الانعكاسات" هي الكلمة التي باتت تهيمن على مناقشة الصراع السوري في سفارات العالم، وأن تفكك الدولة السورية أدى إلى عودة الحرب الأهلية في العراق وعبور ملايين اللاجئين البحر المتوسط وهجمات في أماكن أخرى من أوروبا مثل باريس وبرلين.

وألمح إلى أن اجتماع موسكو بين وزراء الخارجية والدفاع الروس والأتراك والإيرانيين -وهي القوى الثلاث الدبلوماسية والعسكرية التي هيمنت خصوماتها على غرب آسيا لقرون لتضميد الجراح التي سببتها سوريا- يمكن أن يوجد طريقة للتعايش ليس فقط بإطفاء الحريق السوري ولكن أيضا بإحداث تقليص كبير للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.

واعتبر أن تحديد هوية القاتل باعتباره شرطيا يزيد الأمر سوءا، وستكون هناك تساؤلات بشأن كيفية مرور تطرفه الواضح هذا دون ملاحظة أحد، وفي تركيا والشرق الأوسط الكبير كل هذه التساؤلات تؤدي إلى نظريات المؤامرة، والشعارات الإسلامية التي أطلقها يمكن أن تعني للسلطات التركية أحد أمرين إما أنه جهادي أو من أتباع حركة غولن التي تشكل أكبر تهديد داخلي لإدارة أردوغان.

وختمت الصحيفة بأن مثل هذه المزاعم وعدم الثقة المشتركة في الولايات المتحدة قد يسدان الفجوات التي بين روسيا وتركيا، ولكن ليس لفترة طويلة لأن الصداقة المتنامية مبنية على الإعجاب الشخصي المتبادل بين أردوغان وبوتين، وهذه لا يمكن أن تخفي صراعهما من أجل النفوذ في المنطقة ومع دعمهما لطرفي النقيض في الصدام الكبير بين السنة والشيعة فإن هذا الجرح سيستغرق وقتا طويلا ليندمل.

وفي السياق، عقبت مجلة الإيكونوميست على اغتيال السفير الروسي بأن هذه الجريمة تضع البلدين على المحك ويبدو أنهما يفعلان ما في وسعهما للحد من تداعيات الاغتيال الذي جاء وسط احتجاجات سلمية في المدن التركية ضد الدعم العسكري الروسي للنظام القاتل في سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!