سيفيل نوريفا –صحيفة ستار- ترجمة وتحرير ترك برس

إن الكلمة التي ألقاها دونالد ترمب خلال مراسم أداء القسم أوحت لي بأننا بالغنا بآمالنا التي عقدناها حول.

استخدم ترمب في كلمته التي ألقاها مصطلح "الإرهاب الإسلامي"، وهو مصطلح لم يستخدمه أيّ من الرؤساء السابقين لأمريكا، وهذا يعني أن هذا الأمر سيكون مثار جدل في المستقبل. بهذا الشكل يكون ترمب قد أثبت أنّه لم يتخل عن المصطلحات التي تنم عن "كرهه للإسلام".

وكذلك خاطب ترمب الجهات والمؤسسات الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يدل على أن الهدف الأساس هو تنفيذ الوعود التي أطلقت بشأن حل القضايا الداخلية.

وقول ترمب للأمريكيين: "أنتم الذين ستحكمون في واشنطن"، يشير غلى أنّه نسف المفاهيم التي جاء بها سابقوه، وهذا نذير بأن المجتمع الأمريكي على حافة مرحلة حافلة بالأزمات

لا يوجد أدنى شك لدى الناس بأنّ التصريحات التي يدلي بها ترمب لا تعبّر عما تجول في داخله هو فحسب، إذ بات معروفا أن مفاتيح الدولة في الولايات المتحدة الامريكية تكون بيد الهيكل البيروقراطي العميق، وتكون خيوطه بيد المصرفيين، والدوائر المالية، وبيد الشركات العائلية الكبيرة. ولهذا سنجد فرقا شاسعا بين عقلية الدولة العميقة لأمريكا والوعود التي أطلقها ترمب

إن مرحلة ترمب تبدو وكأنها ستحاول بشكل من الأشكال إخماد الحروب التي أشعلتها السياسة الأمريكية في الميادين والساحات.

ولكن وجود الأصوات المتضاربة، وفي ظل وجود التحليلات المختلفة للأشخاص الذين يتطرقون للنقاط المهمة قي السياسة المرحلية، من الضروري ألا نتحرك من موقع الطرف الآخر، بل أن نلج بمؤسساتنا أيضا لكي نفهم ونُفهم موقف الطرف الآخر

واضح للعيان أن الإدارة الأمريكية الجديدة ترغب بتحسين علاقاتها مع تركيا، ولكن في المقابل توجد حقيقة مفادها أن الطرف الآخر -----أمريكا- مازال مستمرا في تقديم دعمه إلى الجناح السياسي والعسكري لتنظيم بي كي كي في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية..

إن الأمر بالنسبة لـ ترمب لن يكون سهلا، ولكن إن استمر بإصراره، وإن تمكن من استخدام مفهوم المؤسساتية بالشكل الصحيح فإنّ احتماليات نجاحه ستكون أكبر.

إنّه لمؤسف أن يلقي جميع رجال الدين كلمة في مراسم استلام ترمب للرئاسة، وأن يستثنى رجل الدين الإسلامي من بين هؤلاء.

وهناك العديد ممن يفسرون وعد ترمب لإسرائيل  بنقل السفير الأمريكي إلى القدس، على أنّه وعد من شأنه أن يقود إلى كارثة غير واضحة المعالم.

إن استهداف الصين من قبل ترمب، وإعطاء رسائل حميمية لروسيا، توحي بضرورة حلول روسيا مكان الصين التوسعية.

وهناك أمر آخر في غاية الأهمية، تجدر الإشارة إليه، وهو أنه وعد بإعادة بناء أمريكا، وهذا أمر وإن عملت السياسة الداخلية على زخرفته، من شأنه أن يعكس ترمب وكأنه المتحدث باسم الدولة العميقة التي باتت تؤمن بأن الحلم الأمريكي بدأ بالتلاشي شيئا فشيئا.

يبدو أنّه مع مجيء ترمب ستشهد أمريكا تحزبات، فهل سيتمكنون من الحيلولة دون حدوث ذلك؟

بات بعلم الجميع أن عقلية الدولة العميقة تعمل على إنتاج ردود افعال تتوافق مع المصالح الأمريكية. ولذلك هناك أمل ضئيل في الحيلولة دون تنفيذ وعود ترمب لإسرائيل، وفيما يخص استهدافه الإسلام. لأنّه إن لم يتم تعديل هذا الموقف فإن الأمر سيؤدي إلى نتائج وخيمة

على تركيا أن تقرأ الشخصيات السياسية الجديدة في الإدارة الأمريكية بشكل صحيح، وأن تبحث عن قنوات حوار فعالة معهم.

ولن يكون من الصواب الانتظار إزاء  تناقضات المواقف الأمريكية، ولن يكون من الصواب اتباع  سياسة بحسب الأصوات السياسية التي ستعلو من هناك. على تركيا أن تقيّم كل الروابط التي تربطها مع أمريكا، وحان الوقت لتحريك القاعدة الجديدة وفق ما يتناسب مع وجهات نظرنا. وعلينا أن نؤكد أن أساس كل شيء هو الإنسان، وفي حال استُخدمت العلاقات بشكل صحيح فإنه من الممكن حل المشاكل التي فهمت في وقت من الأوقات على أنها عصية على الحل.

عن الكاتب

سيفيل نوريفا

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس