محمد بارلاص -صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

ما قاله وزير الداخلية "سليمان صويلو" في ولاية طرابزون التركية،كفيل لإيضاح الأسباب الكامنة خلف استقالة المتحدثة باسم حزب الشعب الجمهوري "سيلين بوكيه" من مناصبها.

إنهم يجرون حسابات عام 2019

هذا ما قاله وزير الداخلية سليمان صويلو: "نرى اليوم أن الجميع باتوا يجرون حساباتهم لعام 2019، الذي سيشهد انتخابات رئاسية جديدة، وهذا يعد تقييما مهما بالنسبة إلى الحياة السياسية في تركيا، وهذا ما يجب أن تقوم به السياسة، والديمقراطية يجب أن تخدم هذا المفهوم، أي من الضروري إجراء حسابات لمعرفة آلية الوصول إلى اليوم الذي تُؤخذ فيه الصلاحية من الشعب مباشرة. ليس من الصواب إجراء الحسابات قبل أن يحين موعد الانتخابات بـ 3 أشهر فقط، إن هذا النظام يستوجب إجراء حسابات مبكرة للوصول إلى الأهداف".

نعم.... السنوات تمضي بسرعة كبيرة، إلا أنّ البعض يحاول إيقاف عجلة الزمن، والعيش في كنف الماضي. إدارة حزب الشعب الجمهوري ممن يرغبون العيش في كنف الماضي...ولهذا السبب من الصعب على هؤلاء فهم الأسباب الكامنة خلف استقالة المتحدثة باسم حزب الشعب الجمهوري "سيلين بوكيه".

إلى الآن لم يدركوا الأسباب التي أدت إلى الاستقالة

من الغريب أن نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري "إيردال أكسونغير" عقّب على موضوع استقالة سيلين بوكيه بقوله: "إن استقالة بوكيه من مناصبها كانت مفاجأة بالنسبة إلينا أيضا، فلا توجد أية دلائل توضح سبب الاستقالة". ومن جانبه النائب العام لحزب الشعب الجمهوري عقّب على الأمر بقوله: "أتمنى أن تكون الاستقالة لأسباب شخصية، وأن تكون الاستقالة خطوة في سبيل تجاوز هذه الأسباب".

هناك الكثير من الإشارات التي توضح أسباب الاستقالة

لو أنّ إدارة حزب الشعب الجمهوري التفتت ولو قليلا إلى التغييرات الحاصلة اليوم، كان من الممكن لها أن ترى المشاكل المتولدة جراء عدم انسجام الحزب مع التغييرات التي جلبها الدستور الجديد. فهل من الممكن تجاهل بحث الحزب عن زعامة جديدة، بعيد دعوة النائب في البرلمان التركي عن الحزب "محرم إنجيه" لعقد مؤتمر استثنائي، وبعيد تصريح دنيز بايكال زعيم الحزب السابق، وتوجييه نداء لكليجدار أوغلو بقوله :"إما أن ترشح نفسك للانتخابات الرئاسية، أو تنحى جانبا"، وبعيد استقالة المتحدثة عن مناصبها التي تشغلها؟، كلها تدخل في إطار محاولات إدراك التغييرات.

إن المعارضة ستكتسب صفة القائم بالمهام

من الضروري إجراء تقييمات واقعية فيما يخص الطريق الممتدة نحو انتخابات 2019، ولهذا من الضروري إلقاء السمع لتصريحات وزير الداخلية "صويلو" التالية: "إن القيادات في تركيا تتميز بطابع المهامي والخدمي، والمعارضة لا تتمتع بهذه الميزة، الآن نسير نحو مرحلة ستجعل المعارضة أيضا تكتسب صفة القائم بالمهام، وسيكون دورها أدائيا أكثر، وهذه الخطوة تعدّ مهمة للغاية فيما يخص الديمقراطية التركية".

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس