ترك برس

نشرت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية، تحليلًا بعنوان "تركيا تحت سيف العقوبات"، للكاتب والمحلل فالينتين كاتاسونوف، يتناول حروب الولايات المتحدة الاقتصادية ومحاولة إخضاع تركيا.

ويقول كاتاسونوف إن جولة جديدة من التصعيد بدأت في العلاقات الأمريكية التركية، على خلفية قضية القس أندرو برانسون، الذي اعتقل في تركيا عام 2016 بتهمة الإعداد للانقلاب.

وأضاف الكاتب: "تدخّل في المسألة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، طالبا من أنقرة إطلاق سراحه فورا، ومهددا بعقوبات ضد تركيا في حال عدم الامتثال"، وفق ما أوردت وكالة "RT".

وأشار إلى أن في الثاني من أغسطس/ آب، بات واضحا أن تهديدات واشنطن تحولت إلى فعل. فقد قالت الناطقة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، في خلاصة صحفية: "بأمر من الرئيس، تفرض وزارة المالية عقوبات على وزير العدل ووزير الشؤون الداخلية في تركيا، اللذين لعبا دورا قياديا في القبض على القس برانسون واعتقاله".

وتابع: حدسي يقول إن عقوبات واشنطن ضد تركيا ستكون طويلة الأجل وجدية. ويمكن أن تتحول من عقوبات فردية إلى قطاعية. وبعدها تطلب واشنطن من حلفائها وغيرهم الانضمام إليها، متوعدة بعقوبات.

أردوغان، يفهم هذه التهديدات، ويستعد للأسوأ، أي الحرب التجارية مع الولايات المتحدة (وربما مع الغرب كله). ومن هنا يأتي الاتجاه الواضح للتقارب مع روسيا والصين.. وطلب الرئيس التركي قبول انضمام بلاده إلى مجموعة بريكس.

التحضير لأوقات صعبة من التدهور المحتمل للعلاقات الاقتصادية بين تركيا وواشنطن، يسير أيضا في اتجاه تعزيز سيطرة أردوغان على الاقتصاد. فبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 24 يونيو من هذا العام، حصل أردوغان على سلطات إضافية.

هناك حاجة إلى مثل هذه الصلاحيات الإضافية، على وجه الخصوص، من أجل وضع بنك البلاد المركزي تحت سيطرة الرئيس.

هذه الحاجة، تنبع من ضرورة السيطرة على سعر الفائدة. فهذا المعدل اليوم مرتفع جدا، حيث يبلغ مستواه 17.75٪. وقال أردوغان أكثر من مرة إن مثل هذا المعدل يؤدي إلى خنق الاقتصاد الوطني.

يوافق بعض ممثلي قطاع الأعمال التركي على أن هذا المعدل بالنسبة لتركيا أسوأ من أي عقوبات تفرضها واشنطن.

وحبست السلطات التركية برونسون، في 9 ديسمبر/ كانون أول 2016، على ذمة محاكمته، ومراعاة لحالته الصحية حولت المحكمة، التي تنظر قضيته، حبسه إلى إقامة جبرية في ولاية إزمير (غرب).

ويرى خبراء أمريكيون أن التهديدات التي أطلقها مؤخرًا ترامب، ونائبه مايك بنس، ضد أنقرة عقب قرار الإقامة الجبرية على برانسون، المتهم بالتجسس والإرهاب، تهدف لاستجداء دعم الإنجيليين في الانتخابات النصفية المزمع إجراؤها في البلاد بعد أشهر.

ويقول البروفيسور دانييل سيرور، عضو الهيئة التدريسية في معهد الدراسات الدولية لدى جامعة جون هوبكنز الأمريكية، إن "تهديدات ترامب متعلقة تمامًا بالسياسة الداخلية للبلاد، وليست لها علاقة بتركيا".

وأضاف سيرور، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط، أن "وراء هذه التهديدات محاولة من ترامب لإظهار نفسه بمظهر المدافع عن زعيم إنجيلي يواجه اتهامات في تركيا"، وفق وكالة الأناضول التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!