ترك برس

تتواصل منذ يوم الجمعة 12 تموز/ يوليو 2019، عمليات شحن معدات منظومة "إس-400" للدفاع الجوي والصاروخي من روسيا إلى تركيا، في إطار صفقة تاريخية مبرمة بين البلدين.

وتعد منظومة الدفاع الجوية الروسية بعيدة المدى واحدة "إس-400" من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورا بالعالم حاليا، وهي من إنتاج شركة "ألماز-أنتي"، المملوكة للحكومة الروسية.

الخبراء الأتراك متفقون على أهمية منظومة "إس-400"، باعتبارها ستمنح تركيا إمكانات ردع ومزايا هامة في مجال الدفاع، وخاصة شرق البحر المتوسط والحدود الجنوبية للبلاد.

مدير الدراسات الأمنية في مركز "سيتا" مراد يشيلطاش، رأى أن "إس-400" ستوفر لتركيا إمكانات مهمة جدًا في هذه المرحلة التي تصاعدت فيها المشاكل الأمنية، واشتد التنافس الجيوسياسي بشكل كبير.

وقال في حديث لوكالة الأناضول الرسمية إن النقطة الأهم في هذا الملف هي مرحلة ما بعد تفعيل المنظومة الدفاعية التي تشكل أهمية لتغطية حاجة تركيا في مجال الدفاع الجوي والردع، وخاصة في السياق السوري ومنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف: "المنظومة ستعزز قبضة تركيا في السياسة الخارجية في ظل التنافس الجيوسياسي الراهن شرق البحر المتوسط، وستضمن لتركيا الإمكانية لمنع التهديدات المحتملة ضدتها، والتفوق في التنافس العسكري والإقليمي مع اليونان في بحري إيجه والمتوسط".

الباحث الأمني في مركز "سيتا" مراد أسلان، قال بدوره إن تركيا اشترت منظومة "إس-400" بهدف ضمان مصالحها، ولن تتوان أبدًا عن اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الإطار خلال المرحلة القادمة.

وأكّد أسلان، على ضرورة أن تتخذ تركيا تدابير استباقية من أجل حماية نفسها، بسبب غموض مواقف حلفائها الغربيين حيال المشاكل التي تواجهها، مشيرًا إلى التطورات القائمة شرق المتوسط كمثال على هذا الأمر.

من جهته قال الخبير الأمني والاستراتيجي عبد الله أغار، إن "إس-400" تعد من أنظمة السلاح الاستراتيجية، ومن المهم جدًا اختيار المكان المناسب لنشرها داخل الأراضي التركية.

وأوضح أن المنظومة الدفاعية، ستنتج قوة ردع كبيرة فيما يتعلق بتحليل البيانات حول المنطقة الخاضعة تحت تأثيرها، والتدخل بشكل سريع ومناسب ضد التهديدات المحتملة من الجو.

ولفت إلى أن المنظومة ستمنح تركيا الأفضلية في التحركات الجوية فوق شرق المتوسط، وهذا ينطبق أيضًا على سوريا والعراق.

في السياق، رأى الباحث في سياسات الدفاع، أردا مولود أوغلو، أن "إس-400" تعد أنظمة دفاع مثالية لإنشاء منطقة حظر طيران.

وبيّن أن المنظومة ستشكّل قوة ردع أمام العناصر المعادية في نطاق واسع جدًا، عند النظر إلى الوضع القائم شرق المتوسط وعلى الحدود الجنوبية لتركيا.

أمّا الباحث في السياسة الخارجية بمركز "سيتا" جان أجون، فقال إن شراء "إس-400" مهم جدًا بالنسبة إلى العقيدة الأمنية الجديدة لتركيا.

ورأى أجون أن العمق الأمني الجديد الذي سيتوفر مع "إس-400"، سيعزز موقف تركيا في شرق المتوسط أكثر خلال المرحلة القادمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!