عائشة خالد - ترك برس

تتربع منطقة "تشنغل كوي (Çengelköy)" عند انحناء مضيق البوسفور في الطرف الآسيوي للمدينة، وتعد واحدة من أقدم المناطق المأهولة في إسطنبول.

تبعد تشنغل كوي قرابة الربع ساعة عن منطقة "أوسكودار"، الواقعة بعد جسر البوسفور. "تشنغل (çenge)" وتعني في اللغة البيزنطية المنطقة الرابطة، أو تطلق على المكان الرابط بين مركزين، و"كوي (köy)" تعني باللغة التركية قرية، أي القرية الرابطة، وهي كذلك فعلا، إذ تقع بين منطقتي "بيلاربي" و"فانيكوي" الحيويتين.

استوطنت المنطقة منذ آلاف السنين، ففي القرن الخامس الميلادي بنيت فيها كنيسة أيام الحكم البيزنطي ما زالت قائمة إلى هذا اليوم، كنيسة "آيايورغي (Aya yorgi)" التي زارها بابا الفاتيكان، وتعد من أشهر المعالم الدينية المسيحية في إسطنبول.

أما في أيام الدولة العثمانية فقد استعملت كمكان لعلاج أمراض العقل. ولكن عمر المنطقة أقدم من ذلك بكثير، إذ يوجد على ساحل المنطقة شجرة بلوط يقارب عمرها الألف سنة، تزين الشاطئ، وأقيمت تحت ظلالها حديقة لشرب الشاي، وأصبحت من أشهر المقاهي التي تقدم الشاي، وسمي المقهى "tarihi çınaraltı" أي تحت البلوط، ويطل مباشرة على البوسفور، وبسبب تقوس الشاطئ في تلك المنطقة يقع الجسر بطوله أمام المقهى بمنظر عرضي كأنك تجلس وسط البوسفور. وما يميز المقهى أنه يسمح لك بإحضار طعام من الخارج إن أردت وتناوله فيه ويبقى عليك فقط أن تشتري منه المشروبات، تقع القهوة في زقاق "جامع تشينارلي (Çınarlı camii)". ويمكن الوصول اليها بركوب الباصات القادمة من أوسكودار.

يحوي ساحل تشنغل كوي أيضا ميناء ومحطة للسفن، ويعمل منذ السابعة صباحا حتى السابعة مساء. تنطلق السفينة من المنطقة مرورا بمنطقة "بشكتاش" أو منطقة "كبتاش" ثم ترسو في منطقة "إمينونو"، وأخرى تنطلق نحو الجهة المعاكسة لمدخل البوسفور نحو منطقة "كالنجا" و"بيبك" و"أميرغان"، أي أن الميناء يسير رحلاته نحو آسيا وأوروبا.

تمتد على ساحل المنطقة العديد من المطاعم والمقاهي المميزة بطابع تركي وآخر منوع،  مثلا يقدم مطعم "@burger" أشهى وجبات البرغر في إسطنبول. أيضا يقدم "Seval Pastanesi" الحلويات العثمانية منذ عام 1975 وتعود ملكيته لعائلة تتوارثه جيلًا بعد جيل. كما يقدم مطعم "cengelkoy iskele" خدمته ذات الخمس نجوم على الشاطئ تماما  بقسم بحري كامل. ويوجد في منطقه تشنغل كوي فرغ من مطاعم البلديه التابعه لسلسه "سوسيال تأسيسلار (sosyal tesisler)".

"شيكولاته وقهوة cikolata ve kahve" هو المحطة الأجمل في أزقه القرية العريقة، فبين الدكاكين الصغيرة والأبواب المتقاربة يقع الدكان الذي لا يتجاوز حجمه غرفة متوسطة الحجم بـ6 أمتار مربعة لكنها تضم أفخم شوكولا للأكل والشرب فيها، تتوسطها نافورة ماء يجري فيها ماء الورد الصافي الذي تعبق رائحته في المكان. أُسس المكان من قبل عائلة صغيرة عملت عليه وعلى تطويره حتى بات مزارا لكل عشاق الشوكولا فترى الزبائن تصطف بانتظار دورها، علما أن المحل لا يقدم إلا الشوكولا والقهوة، وأهم منتجاته هي كأس الشوكولا الساخنة المغطاة بالكريما البيضا بـ6 ليرات تركية فقط!

في أي مكان تتجول فيه بالمنطقة فإنك ستجد نفسك أمام معلم مميز أو إطلاله صغيره على الشاطئ تجلس هناك هناك لتشاهد غروب الشمس من خلف المدينه القديمة، ويمكنك الذهاب إلى هناك بمجرد وصولك إلى منطقه أسكودار لتستقل أحد الباصات المتجه إليها مثل 15، 15d 15U أو بإمكانك استقلال السفينه من ميناء كبتاش إن كنت في الطرف الأوروبي للمدينة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!