ترك برس

قالت مجلة نَاشونال إنترست الأمريكية إن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والتركي رجب طيب أردوغان، بعد الاستفتاء الشعبي في تركيا، أثار جدلا في الأوساط الأميركية.

وأوضحت المجلة في تقرير للكاتبين جوشوا ووكر وسلمى برادَاكشي، أن كثيرا من المراقبين اقترحوا أن تبادر الحكومة الأمريكية إلى الاعتراف بصوت المعارضة التركية التي أعربت عن مخاوفها من نتائج الاستفتاء في بلادها.

والأسبوع الماضي، قالت مصادر في رئاسة الجمهورية التركية إن ترامب أجرى اتصالا هاتفيا بأردوغان هنأه فيه على نجاحه في الاستفتاء الذي جرى الأحد على التعديلات الدستورية.

ووفقًا لشبكة الجزيرة القطرية، فإن المجلة الأمريكية أشارت إلى أن تركيا أجرت استفتاء مهما على التعديلات الدستورية قبل أيام، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حقق حلمه في الوصول إلى نظام رئاسي تنفيذي.

وأضافت أن المقترعين الأتراك صوتوا بنعم للتحول من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي بنسبة 51%، وأن هذا الفوز الذي حققه حزب العدالة والتنمية الحاكم وأنصار أردوغان واجه انتقادات شديدة من جانب المعارضة، لكن أردوغان صرح بأن بلاده ماضية في مسارها الذي اختارته.

وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان القائد الغَربي الأول الذي سارع إلى تقديم التهنئة إلى الرئيس أردوغان، وأنه أمضى 45 دقيقة بالكامل وهو يناقش معه القضايا الإقليمية، بما فيها التحديات في كل من سوريا والعراق.

أضافت نَاشونال إنترست أن الرئيس ترمب أيضا قدم الشكر إلى الرئيس أردوغان، وذلك نظير دعمه للخطوة الأميركية الأخيرة المتمثلة في الضربة الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة إلى مطار الشعيرات بريف حمص الشرقي في سوريا.

وأشارت إلى أن الضربة الصاروخية الأميركية كانت ردا على الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي شنه النظام السوري على المدنيين في بلدة خان شيخون بريف إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

واستَدركت بالقول إن هذا الحديث المتبادل بين الرئيسين الأميركي والتركي أثار جدلا في الأوساط الأميركية، وإن كثيرا من المراقبين اقترحوا أن تبادر الحكومة الأمريكية إلى الاعتراف بصوت المعارضة التركية التي أعربت عن مخاوفها من نتائج الاستفتاء في بلادها.

ونسبت نَاشونال إنترست إلى المتحدث بالإنابة عن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر القول إن بلاده تتطلع إلى قيام الحكومة التركية بحماية الحقوق والحريات الأساسية لجميع مواطنيها. وأشارت إلى أن هذه الرسائل المختلطة لا تعتبر شيئا جديدا في العلاقات الأميركية التركية، ولكن إدارة الرئيس ترمب تنحو منحى مختلفا.

وأوضحت أنه من السابق لأوانه الحكم على طبيعة النهج الأميركي الجديد تجاه تركيا، ولكن الاتصال الذي أجراه الرئيس ترمب مع الرئيس أردوغان يأتي في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى تركيا.

وأضافت المجلة أنه إذا أخذنا في الحسبان هذا الاتصال من جانب الرئيس ترمب بالرئيس أردوغان والزيارة المعلنة التي يعتزم الرئيس التركي القيام بها إلى واشنطن منتصف الشهر القادم فإنه يمكن القول إن هناك حاجة قوية لأن تتبع الولايات المتحدة إستراتيجية واضحة ومتماسكة تجاه تركيا.

وأشارت إلى أن هناك أسئلة تتعلق بكيفية تفاعل الوكالات المختلفة مع البيت الأبيض وبِشأن أصحاب القرار في صنع السياسة الخارجية، وقالت إن هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابات.

وأضافت أن مايك بنس نائب الرئيس الأميركي تولى زمام العلاقات مع اليابان، وأن جاريد كوشنر -وهو صهر الرئيس ترمب وزوج ابنته إيفانكا- يركز على السلام في الشرق الأوسط، وتساءلت عن من سيتولّى شأن العلاقات مع تركيا داخل البيت الأبيض الأميركي.

وقالت إن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة كانت دائما تتصف بالديناميكية وتعكس اللحظة التاريخية في الوقت المناسب. وتحدثت بإسهاب عن مدى الأهمية الإستراتيجية لتركيا بالنسبة لأميركا، وعن الأزمات التي تعصف بالجوار التركي، خاصة في سوريا والعراق.

وأضافت أن تركيا ترى في إدارة ترمب بداية جديدة وفرصة عظيمة نحو تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وأنها تتطلع إلى التعاون مع سياسة أميركية تسعى لمواجهة الأزمات والتحديات التي تعصف بالشرق الأوسط والمنطقة برمتها.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توقع مطلع العام الجاري أن تتسارع وتيرة الحوار بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية بعد تنصيب الرئيس دونالد ترامب، وكرر اتهام حلفاء بلاده بالفشل في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!