فرح داغستاني - ترك برس

قبلت عشر دول دعوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاشتراك في نواة تحالف يوجه ضربة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وهي إنكلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك وبولونيا وكندا وأستراليا والدولة المسلمة الوحيدة تركيا. وعلى ضوء ذلك اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن بعدها اجتمع وزير الدفاع تشاك هيغل في أنقرة مع المسؤولين الأتراك لدراسة  التفاصيل.

ما هو موقع تركيا في هذه العملية؟ هناك حرج في الموقف التركي، ليس فقط لأن العمليات ستجري في أراضي دول مجاورة لها، بل بسبب حقيقة وجود 49 مواطن تركي رهينة في قبضة داعش، وهذا ما يجعلها متحفظة في تحركاتها.

حزب العمال الكردستاني

ستدخل تركيا في العملية بشكل ما، ولكن دون قوة عسكرية تركية على الجبهة. ومن جهة أخرى، تحارب قوات البشمركة وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) داعش. وفي حين تعد تركيا البي كي كي حزباً إرهابياً، فهو يلعب اليوم دوراً في محاربة إرهابيين آخرين، ولربما له يد في التعاون الأميركي مع الإدارة الكردية.

وتصل مخاوف تركيا إلى احتمال وصول الأسلحة التي ترسل لمحاربة داعش إلى يد مقاتلي البي كي كي، ليتمّ توجيها لاحقاً لقتال الجيش التركي.

دور الدّول السنّية

ستأخذ تركيا دوراً في تحالف العشر دول ضد داعش، ولكنّ دورها ينحصر في تأمين الدعم اللوجستي فقط، وهذا فرق هام بين مهمة تركيا ومهمة الدول الأخرى على صعيد الرأي العام العالمي.

تحاول أمريكا الحصول على دعم الجماعات السنية في العراق وسوريا لمحاربة  داعش وكسر شوكتها. وتعتقد أمريكا أيضاً بقدرة الدول السنية وعلى رأسها تركيا التأثير على هذه الجماعات، وترى أن الضربات الجوية غير كافية ضد داعش التي قتلت مواطنين أمريكيين في سوريا والعراق، وتعتقد بضرورة عمل تحالف واسع النطاق في المنطقة لإنهاء داعش، كما تحاول إقناع العشائر السنية التي تدعم داعش بكفها عن ذلك بالاستعانة بالدول العربية ذات الأغلبية السنية.

في حين تقف تركيا متحفظة حيال التحالف السني الذي سيتشكل في العراق بسبب رهائنها، حيث أكد رئيس الأركان التركي نجدت أوزيل لوزير الدفاع الأميركي هيغل أن تركيا لا تريد أن تكون قوة مقاتلة. وتعتقد أنقرة أن محاربة داعش ستكون فعالة أكثر عند تشكل حكومة في العراق تضم كل العناصر في البلاد وعند الإطاحة بالنظام السوري كذلك.

وفي القمة الأمنية التي عقدت في رئاسة الوزراء بعد قمّة الناتو بأيام قليلة، تمّ التوصل إلى قرار اشتراك تركيا بشكل محدود وغير مباشر في التحالف.

قمّة جدّة

قرّرت 10 دول عربية بعد اجتماع مكافحة الإرهاب الذي عقد في مدينة جدة في السعودية الانضمام إلى العملية العسكرية ضد داعش، وهي دول مجلس التعاون الخليجي الستة والأردن والعراق ولبنان ومصر.

وأعلنت الأردن عن الخطوات التي ستشارك فيها وهي: منع المقاتلين الذين يحملون جنسيات أجنبية من العبور إلى الدول المجاورة للمناطق التي تتواجد فيها داعش، واتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل قطع المساعدات المالية عن داعش والجماعات المتطرفة التي ترتكب أعمال عنف، والابتعاد عن أيديولوجية داعش، والتأكيد على معاقبة المجرمين وتسليمهم للعدالة، وتقاسم مسؤولية المساعدات الإنسانية، وتلافي الأضرار في الممتلكات وإعادة إعمار الدول الأكثر تضرراً من داعش ودعمها.

وذكر البيان الختامي للاجتماع أنّ الدول المشاركة اتفقت على "أن تقوم بعملية عسكرية ضد داعش في حال رأت ضرورة لذلك"، كما اتفقت البلدان المشاركة على قطع إمدادات المال والمقاتلين، وإعمار المناطق المتضررة.

كما أعلن البيان دعم حكومة العراق الجديدة لتوحيد صفوف العراقيين لمواجهة داعش، وتمّ خلال الاجتماع البحث عن استراتيجية القضاء على داعش أينما كانت في سوريا أو في العراق.

وأكد كيري في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع عدم نية الولايات المتحدة إرسال قوات برية إلى العراق وسوريا، قائلا ردا على تحذيرات روسيا بتوجيه ضربات جوية إلى سوريا "لقد طلب العراق منا المساعدة، والقانون الدولي يخولنا التدخل من أجل الدول المعرضة للاحتلال والتي تطلب المساعدة". وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إن الموقف التركي لا يختلف عن مواقف الدول المشاركة الأخرى.

تركيا لم توقّع على البيان

في حين ذكرت سي أن أن في موقعها على الإنترنت أن تركيا لم توقع على هذا البيان لحماية مواطنيها الرهائن المحتجزين في يد التنظيم، وصرح مسؤول تركي لوكالة الأنباء الفرنسية بأن تركيا لن تشارك بالعمليات العسكرية وستشارك بالمساعدات الإنسانية واللوجستية فقط ولن تستعمل قاعدة إنجيرليك إلا لهذا الغرض.

اللقاء الأمريكي التركي الثالث خلال أسبوع

ومن المزمع عليه أن يقوم وزير الخارجية الأمريكي كيري بزيارة إلى أنقرة اليوم بتاريخي 12 -13 أيلول/ سبتمبر لبحث الدور التركي في التحالف، من حيث استخدام القواعد العسكرية والتعاون الاستخباراتي، ومنع عبور مقاتلين أجانب من الحدود التركية وتدريب المجموعات من سوريا والعراق التي سيتم دعمها في الأراضي التركية. وسيكون  هذا هو اللقاء الثالث من نوعه بين المسؤولين الأمريكان والأتراك في الأسبوع الأخير.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف تعليقاً على عدم توقيع تركيا على البيان إن كل بلد تقوم بتحديد دورها في هذه المرحلة وبالتالي التوقيع على ما تقرره، مؤكدة أن تركيا حليف مقرب في محاربة الإرهاب.

كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن تركيا هي من تقرر الدور الذي ستتخذه في الحملة ضد داعش، وجدد نداءه بضرورة إطلاق سراح الدبلوماسيين الأتراك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!