الأناضول

بعد شهور من استكمال إنشاء مستشفى "الصداقة" التركي، وسط قطاع غزة، بدا الأخير أحد أكبر المشاريع التركية الداعمة لاحتياجات الشعب الفلسطيني، ومن المقرر أن يتم افتتاحه رسميا منتصف العام المقبل، عقب الانتهاء من توفير المعدات والمستلزمات الطبية الخاصة بتشغيله.

وبهذا الخصوص، قال بولنت كوركماز، منسق وكالة التعاون والتنمية التركية (تيكا) في فلسطين، المشرفة على بناء المستشفى، إن الأخير "من أكبر المشاريع التي تنفّذها تركيا في غزة، فضلاً عن أنه من أكبر المستشفيات في فلسطين".

وأضاف "كوركماز"، في حوار مع الأناضول، أن تكاليف بناء المستشفى، بلغت حوالي 40 مليون دولار أمريكي، مبيناً أن "تيكا" (تابعة لرئاسة الوزراء التركية) تستعد لطرح مناقصة دولية (عطاء) بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي، خلال أغسطس/ آب الجاري، لاختيار شركات ذات كفاءة عالية، لشراء الأسرّة، والأجهزة الطبية، والمعدات اللازمة لافتتاح مستشفى "الصداقة"، للبدء بتشغيله.

وأبدى "كوركماز" فخره بنجاح وكالته بالتعاون مع "الجامعة الإسلامية" في غزة، باستنساخ التصميم الهندسي لمستشفى في مدينة "جزرة" التركية، مع وضع بعض اللمسات الهندسية الصغيرة التي تفرضها تغيرات البيئة الجغرافية في القطاع.

وتابع "خططنا نحن والجامعة الإسلامية، أن تكون المستشفى بمثابة كلية للتعليم والبحث العلمي، وما زلنا نعمل على ذلك، كما أنها ستقدم المساعدة بالتأكيد للمحتاجين للعلاج"، لافتاً إلى أن المستشفى ستخفف من التحويلات الطبية التي يحتاجها المرضى للعلاج خارج قطاع غزة.

وأضاف "كوركماز"، أنه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، صيف العام 2014، غادر مئات الجرحى للعلاج بالخارج، منهم حوالي 123 شخصا تلقوا العلاج بتركيا، مستدركاً أنه "لن يكون هناك حاجة لمثل هذه التحويلات الطبية بعد افتتاح المستشفى".

وأوضح أن مستشفى "الصداقة" التركي، سيعمل على خدمة مرضى غزة، خاصة فيما يتعلق بالحالات التي تحتاج لعمليات جراحية.

وبيّن المسؤول التركي، أنه في المستقبل، سيتم توقيع معاهدة شراكة بين مستشفى "الصداقة" بغزة، ومستشفيات في تركيا، "بهدف تبادل الخبرات، والأطباء، والتعليم".

وعن التخصصات الطبية التي ستتوفر في المستشفى، قال المسؤول التركي "سوف يضم أقسام للسرطان، وأمراض القلب، إضافة لغرف عمليات مجهّزة بشكل كامل".

وتابع: "كما يضم المستشفى ملجأ ومسجدا ومكتبة (..) عملنا على أن يكون المشروع كامل متكامل، بجودة عالية، ولن نبخل بذلك".

وشدد "كوكماز"، على أن تركيا "ستستمر في دعم قطاع غزة، رغم الأحداث التي تدور فيها حالياً"، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة، منتصف يوليو/تموز المنصرم، وما تلاها من أحداث.

وأوضح انه "في اليوم الذي تلا محاولة الانقلاب مباشرة، وصل وفد من تركيا إلى غزة، لتفقد مشاريع، وافتتاح أخرى داخل القطاع (..) الشعب الفلسطيني يستحق منا كل الدعم".

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

وتملك العديد من المؤسسات الخيرية والحكومية التركية، فروعا لها في قطاع غزة، لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، أبرزها (تيكا)، و"هيئة الإغاثة الإنسانية" (IHH)، وجمعية "ياردم إلي" إضافة إلى جمعية "الهلال الأحمر التركي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!