ترك برس

أعلنت مؤسسة "وقف الأمة" التركية إطلاق حملة لدعم مدينة القدس المحتلة وسكانها خلال شهر رمضان المقبل، على أن يستفيد منها حوالي 460 ألف شخص.

ووقف الأمة، مؤسسة تنموية مستقلة، تأسست عام 2014 بشكل رسمي في تركيا، وتهدف إلى خدمة مشاريع القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وأطلقت المؤسسة الدورة الثالثة لمؤتمر دعم مدينة القدس المحتلة، تحت عنوان "الأقصى.. أقصى أولوياتنا". وشارك في المؤتمر، الذي تم تنظيمه افتراضيا الجمعة ويستمر ليوم واحد، عشرات العلماء والدعاة الإسلاميين.

وبحسب وكالة الأناضول، يهدف المؤتمر لجمع تبرعات لدعم عدة مشاريع تقوم على تقديم خدمات لرواد المسجد الأقصى وسكان مدينة القدس المحتلة في رمضان، يستفيد منها حوالي 460 ألف شخص.

وأطلقت "وقف الأمة" خلال المؤتمر "حملة إسعاف القدس" التي تضم عدة مشاريع إنسانية وإغاثية، من أبرزها توزيع وجبات إفطار في المسجد الأقصى والقدس وتسديد ديون الغارمين بالمدينة.

كما تشمل المشاريع تقديم كسوة عيد للمحتاجين، ومشروع لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، وإنشاء سقيا ماء بالمسجد، وتوزيع طرود غذائية للأسر الفقيرة في القدس.

وعملت مؤسسة "وقف الأمة"، خلال السنة الماضية، على تنظيم حملتين لمساعدة أهالي القدس وسط أوضاع اقتصادية سيئة، في مسعى لتعزيز صمودهم.

وفي كلمة له خلال المؤتمر، قال المفكر الإسلامي الكويتي، محمد العوضي، إن "قضية القدس هي المسألة المركزية الأولية المتفق عليها بين جميع الدول الاسلامية".

وأضاف العوضي، أن "لكل أمة بديهيات كسيادتها وحفظ الأرض والعرض، ومن أهم البديهيات إغلاق أفواه الجهات التي أتاحت الفرصة للتطبيع (مع إسرائيل)".

ودعا المسلمين إلى إخراج أموال الزكاة إلى أهل القدس، وأن تخصص كل جمعية خيرية في العالم الإسلامي نصيب للمدينة المحتلة من مشاريعها.

وتابع العوضي: "رمضان فرصة يجب خلالها حشد مشاعر المسلمين لأجل القضية الكبرى".

من جهته، اعتبر عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رأفت المصري، أن "المسلمين على مفترق طرق تاريخي، لأن مدينة القدس التي تتكلم العربية وتدين بالإسلام يراد لها اليوم أن تتكلم العبرية وتدين باليهودية".

وشدد المصري، على أنه "من واجب المسلمين مواجه هذا العدو والحفاظ على هوية هذه الأمة ودينها".

وحث المسلمين على الانفاق على أهالي القدس بسبب ظروف حياتهم الصعبة، ومحاولة الاحتلال لإخراجهم من أرضهم عبر التضييق على سبل عيشهم.

وتتعرض القدس منذ احتلالها عام 1967 لعمليات "أسرلة" و"تهويد" مكثفة، وعملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على تكثيف الاستيطان وتهجير الفلسطينيين منها بما يخالف قرارات الشرعية الدولية.

في إطار كلمته الخاصة لحملة إسعاف القدس ثمن الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى جهود وقف الأمة التي تصب بشكل مباشر في خدمة القدس والمقدسيين مؤكدا على ضرورة الالتفاف حول هذه الجهود الرامية إلى تقوية صمود أهلنا وتعزيز مكانتهم على الأرض.

أما الشيخ علي القرداغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. فقد ركز في كلمته التوجيهية على مسألة دينية في غاية الأهمية وهي أن الصدقات والزكوات ورفع الدرجات في الآخرة مرتبطة بما يقدمه الإنسان من صدقات وزكوات في الدنيا بعد العقيدة والإيمان مصداقا لقوله تعالى "(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) مؤكدا على أهمية الإحسان بالصدقات والزكوات ومساعدة المحرومين.

كما نبه إلى أن الكثير من المقدسيين يدخلون مباشرة في الأصناف المتعلقة بالزكاة مثل ( الفقراء والمساكين و العاملين عليها من أفراد ومؤسسات مثل وقف الأمة والمؤلفة قلوبهم من غير المسلمين ممن يتقاسمون مع إخوانهم الفلسطينيين الصمود على الأرض ولحقهم ضرر الانتماء إلى أمتهم ووطنهم مثل المسيحيين.

وكذلك يدخل في هذا الإطار من يقعون تحت صنف ( وفي الرقاب ) ممن مسهم الضرر المباشر كالأسرى وذويهم ومن دمرت بيوتهم، بالإضافة إلى صنف الغارمين أما صنف (وفي سبيل الله) حسب كلام الشيخ القرداغي فيقول: أنه لايوجد اليوم في العالم الإسلامي جهاد صحيح صريح كما هو في فلسطين، أما صنف (ابن السبيل) فقد أشار إلى أنه يدخل في هذا الإطار المشردون في الخيام والمخيمات ومن هدمت بيوتهم،

وعليه لا يوجد بصراحة أفضل صدفة وأفضل زكاة من تلك التي تقدم إلى إخواننا في فلسطين وبخاصة في  القدس الشريف.

وفي مشهد مؤثر ممزوج ببكاء الشيخ على حال الأمة وحال إخوانا المقدسيين والفلسطينيين دعى الأمة والحكومات وأرباب المال والمؤسسات الميدانية إلى ضرورة تحمل المسؤولية الدينية والتاريخية فيما يخص معاناة إخواننا الفلسطينيين الذين يضحون بكل ما يملكون وذلك بتقديم المال والدعم والمساعدة الممكنة لرفع الضرر الحاصل قدر المستطاع كل من موقعه ومسؤوليته.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!