ترك برس-الأناضول

أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن خطوة تركيا التي أبرزت الدبلوماسية المتمثلة بالاتفاق الموقع في إسطنبول لتصدير الحبوب الأوكرانية، لقى صدى إيجابيا واسعا في مساحة واسعة من إفريقيا حتى آسيا.

جاء ذلك في كلمة، الثلاثاء، خلال الاجتماع الثلاثي لوزراء الخارجية والتجارة والنقل في كل من تركيا وأوزبكستان وأذربيجان بالعاصمة الأوزبكية طشقند.

وتطرق تشاووش أوغلو إلى اجتماع وزراء الخارجية والمواصلات في تركيا وأذربيجان وكازاخستان في يونيو/ حزيران الفائت، قائلًا: "تأخرنا في عقد هذه الاجتماعات، وعلينا اتخاذ خطوات عملية من شأنها زيادة رفاهية العالم التركي عبر هذه الاجتماعات".

ولفت إلى أن المشاكل الجيوسياسية خلقت فرصًا من أجل الممر الأوسط البديل للممر الشمالي الرابط بين الصين وأوروبا، مضيفًا: "يبرز الممر الأوسط وطريق بخر قزوين من ناحيتي التكلفة وآمن التوريد لعمليات العبور، وتفعيل طريق الحرير الذي يعتبر أهم مسار تجاري في العالم قديمًا سيزيد من اتحاد العالم التركي".

وأشار أن تعزيز البنية التحتية للنقل سيسهل تدفق التجارة، مبينًا أن ربط بلدان الشرق الأوسط بشرق آسيا سيعود بالنفع على الجميع.

وأكد أن علاقات تركيا مع السعودية والإمارات اكتسبت زخمًا مؤخرًا، وقال:" يمكننا العمل على مشاريع مختلفة مع هذين البلدين، وخاصة أن الإدارتين الإماراتية والقطرية توليان أهمية لآسيا الوسطى، حيث يمكننا ربط هذه البلدان بجنوب القوقاز وآسيا الوسطى عن طريق البر".

وأوضح تشاووش أوغلو أن الحرب الأوكرانية تعتبر امتحانًا هامًا، وأبرزت أهمية خطوط النقل الآمنة والمستدامة.

وشدد أن الحرب أظهرت هشاشة النظام العالمي بخصوص الطاقة والأمن الغذائي، مؤكدًا أن تركيا تواصل جهودها الدبلوماسية للوصول إلى حل عادل.

وأردف: "ونتيجة هذه الجهود وبرعاية تركيا والأمم المتحدة تم التوقيع في إسطنبول على اتفاق لتصدير الحبوب الأوكرانية بشكل آمن إلى الأسواق العالمية، وبدأ مركز التنسيق المشترك في إسطنبول نشاطه، وستصل اليوم إلى إسطنبول أول سفينة وستعبر المضائق نحو وجهتها، فخطوتنا هذه التي تبرز الدبلوماسية لاقت صدى إيجابيا واسعا في مساحة واسعة من إفريقيا حتى آسيا".

وذكر أن تركيا وأوزبكستان وأذربيجان تمتلك العديد من العناصر اللازمة لتكامل إقليمي قوي، مضيفًا: "على رأسها روابطنا التاريخية وتقارب شعوبنا وإرادتنا السياسية القوية، وبفضل هذه الإرادة حولنا منظمة الدول التركية عبر قمة إسطنبول العام الماضي إلى منظمة دولية واتخذنا بذلك خطوة تاريخية من أجل العالم التركي".

وأكد أنهم سيبذلون جهودهم من أجل فتح صفحة جديدة في التعاون بين دول المنظمة خلال قمة سمرقند في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مبينًا أن وثيقة رؤية عام 2040 للمنظمة تقدم إطارًا قويًا من أجل الأهداف المشتركة كمشاريع مواصلات وتنويع طرق التجارة وزيادة التجارة.

ونوه تشاووش أوغلو أن علاقات تركيا وأذربيجان وأوزبكستان تجاوزت كونها شراكة استراتيجية، مؤكدًا أن العلاقات مع باكو وصلت إلى مستوى حلفاء عبر بيان شوشة.

ومنتصف يونيو/ حزيران الماضي، وقع الرئيس أردوغان، ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف، "إعلان شوشة" خلال زيارتهما مدينة "شوشة" في إقليم "قره باغ" المحرر من الاحتلال الأرميني.

وتضمن الإعلان خريطة طريق في عدة مجالات، منها تقنيات الصناعات الدفاعية، والطاقة، والنقل، والاقتصاد، والعلاقات الإنسانية.​​​​​​​

وشدد الوزير التركي على أن أنقرة تدعم المحادثات بين أذربيجان وأرمينيا من أجل النقل وترسيم الحدود واتفاق سلام، لافتًا إلى أن تركيا تتخذ خطوات من أجل التطبيع أيضًا (مع أرمينيا).

كما أكد دعم تركيا لبرنامج الإصلاح الهادف لدمج أوزبكستان، التي تتميز بموقعها المركزي في آسيا الوسطى، في الاقتصاد العالمي، مشددًا على أهمية استغلال الغنى الزراعي في أوزبكستان في أيام يتحدث فيه العالم عن أزمة غذائية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!