ترك برس
فنّدت مصادر دبلوماسية تركية، صحة رواية وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين حول إصداره التعليمات لجميع دبلوماسيي بلاده بمغادرة أنقرة عقب تصريحات الرئيس النركي رجب طيب أردوغان التي صعّد فيها تجاه إسرائيل متهماً إياها بالتصرف كتنظيم بسبب هجماته الأخيرة على غزة.
والسبت، أعلنت مصادر دبلوماسية تركية أن الدبلوماسيين الإسرائيليين غادروا تركيا منذ 19 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وجاءت تصريحات المصادر التركية، تعليقا على تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الذي قال فيه إنه أعطى تعليمات بعودة ممثليه الدبلوماسيين في تركيا إلى إسرائيل.
وأكدت المصادر أن الدبلوماسيين الإسرائيليين في تركيا قد غادروا البلاد بالفعل منذ مدة، وفي المذكرة التي أرسلوها إلى الخارجية التركية يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ذكروا أنه في ضوء التطورات الأخيرة، سيغادر الدبلوماسيون في السفارة تركيا بدءا من 19 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".
وقالت المصادر من الصعب أن نفهم لمن أوعز كوهين بالعودة إلى إسرائيل، لأن الدبلوماسيين الذين ذكرهم في بيانه غادروا بلادنا بالفعل.
وكان الدبلوماسيون الإسرائيليون لدى سفارة تل أبيب في أنقرة، ومن بينهم السفيرة إيريت ليليان، غادروا تركيا يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لأسباب أمنية.
وفي وقت سابق السبت، قال كوهين إنه أصدر تعليمات لدبلوماسيي إسرائيل في تركيا بالعودة بهدف إعادة تقييم العلاقات بين البلدين، بعد ما وصفها بالتصريحات الحادة من تركيا.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الغربية بالمسؤولية عن مجازر الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدا أن أنقرة تحضّر لإعلان إسرائيل مجرمة حرب أمام العالم.
وأكد أردوغان أن إسرائيل ليس لديها أدنى اكتراث بشأن قتل المدنيين في غزة، وشدد على أنها دولة احتلال، وما تفعله ليس دفاعا عن النفس، بل مجزرة واضحة ودنيئة تهدف للقضاء على سكان غزة بشكل جماعي، عن طريق التجويع والعطش وتدمير خدماتهم الصحية.
وجدد أردوغان تأكيده أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست منظمة إرهابية.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة الذي يعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وسط حديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان القطاع، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!