جلال سلمي - خاص ترك برس

لم تكد مكالمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان الهاتفية تنتهي بعد 45 دقيقة، حتى أعلن البيت الأبيض أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "مايك بومبيو" سيزور تركيا يوم الخميس 9 شباط/ فبراير الجاري لمناقشة عدة قضايا مشتركة بين تركيا والولايات المتحدة على رأسها المناطق الآمنة وتحرير الرقة ومسألة غولن والدعم الأمريكي المقدم لقوات الحماية الكردية الفاعلة في سوريا.

وتعتبر هذه الزيارة هي الزيارة الخارجية الأولى لبومبيو بعد تسلمه لمنصبه في إدارة ترامب، حيث التقى خلالها رئيس الوزراء بن علي يلدرم والرئيس رجب طيب أردوغان.

سعت الولايات المتحدة من عملياتها العسكرية في سوريا من خلال قوات سوريا الديمقراطية إلى تحرير منبج، ومن ثم الرقة، وكبديل لهذا التعاون طرحت تركيا على الولايات المتحدة إجراء تحالف عسكري فعال، وفيما ألمحت إدارة أوباما إلى إمكانية دعمها لذلك الطرح إلا أن اللقاءات بينها وبين المسؤولين الأتراك لم تسفر عن أي نتيجة ملموسة.

وبوصوله للبيت الأبيض، أعاد ترامب طرح خطة التعاون مع أنقرة ضد "داعش"، مطالبًا وزارة الدفاع الأمريكية بخطة جديدة لمحاربة التنظيم خلال شهر واحد.

وكانت الحكومة التركية تنتظر قدوم بومبيو الأسبوع الجاري، إلا أن اللقاء الهاتفي الذي جمع بين ترامب وأردوغان ليل الثلاثاء الماضي، 7 فبراير، هو الذي قدم الزيارة إلى موعدها الحالي، وخلال اللقاء الهاتفي أكّد أردوغان أن الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية يشكل تهديدًا للأمن القومي التركي، مبينًا أن تركيا على استعداد تام للدخول في تحالف عسكري مع الولايات المتحدة.

وتعقيبًا على الزيارة، أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم كالن"، في لقائه عبر قناة "أن تي في" التركية، أن تركيا لديها خطة نهائية وواقعية لتحرير الرقة من داعش، مبينًا أن مقولة إن "قوات الحماية الكردية هي القوات الوحيدة التي تحارب داعش" هي "أسطورة زائفة ولا تمت للواقع بأية صلة، فقواتنا وقوات الجيش الحر تقاتل وبكل بسالة "داعش" في شمال سوريا، وقد تم إعلام الرئيس ترامب بذلك، ووعدنا باهتمام الفريق ذي العلاقة".

وفيما لوحظ تجنب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحديث عن "عملية الرقة" في تصريحاته عقب عودته من رحلته لإفريقيا في 26 كانون الثاني/ يناير، التي أكّد فيها سعي تركيا لتحرير الباب، فقد أعلن وزير الخارجية جاويش أوغلو أن الهدف الأساسي لتركيا بعد ذلك هو معركة الرقة، مشيرًا إلى أن الطرف التركي يرغب في تنفيذ عملية الرقة في إطار تعاون إقليمي بين دول المنطقة، والتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، في تصريح صحفي له يوم الأربعاء 8 فبراير.

وعلى صعيد ميداني، فقد اختلفت اللغة التي تحدث بها المتحدث باسم التحالف الدولي الجنرال جون دوريان في الآونة الأخيرة، فبينما أشار قبل أسبوعين إلى أن قوات الحماية الكردية هي الحليف الأول للولايات المتحدة في عمليته، فقد أكّد أن العملية التي تمت بالتعاون مع قوات الحماية الكردية على ما يبدو شارفت على الانتهاء، وسيبدأ الأسبوع المقبل تحديد القوات التي ستشارك في عملية تحرير مركز المدينة.

وأفاد دوريان بأن هناك مشاورات جارية ما تزال نتيجتها غير واضحة المعالم.

وكانت تركيا قد حصلت على عرض أمريكي للتعاون في عملية تحرير الرقة إبان قمة العشرين التي تمت في 4 أيلول/ سبتمبر 2016 بالصين، حيث أفصح عن ذلك العرض الرئيس أردوغان، منوّهًا إلى أن تركيا أبدت استعدادها التام لهذا التعاون وللتشاور بهذا الشأن مع الطرف الأمريكي في أي وقت.

ولكن إدارة أوباما غيرت موقفها فيما بعد، واختارت التحرك المشترك مع قوات الحماية الكردية التي أعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر أنها انطلقت في عملية تحرير الرقة، وبالرغم من المشاورات الجارية بين الطرفين التركي والأمريكي، إلا أن تقدم قوات الحماية الكردية صوب مدينة الرقة ما زال مستمرًا، والتعتيم الإعلامي التركي والأمريكي على مُخرجات لقاء بومبيو بالمسؤولين الأتراك هو سيد الموقف.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!