ترك برس

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لأنقرة لسحب قواتها من ليبيا، كما رفض المواقف الأمريكية والأوروبية حيال أحداث جامعة البوسفور الأخيرة بإسطنبول.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها أردوغان عقب أدائه صلاة الجمعة في أحد مساجد إسطنبول.

وقال أردوغان معلقا على دعوة ماكرون لسحب تركيا جنودها من ليبيا: "يبدو أنه لم يتعلم هذا الأمر، وتعلمه يتطلب الكثير من الوقت". حسب وكالة الأناضول.

وشدد الرئيس أردوغان على أن القوات التركية موجودة في ليبيا تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية، وأنه يتعين على ماكرون توجيه دعوته إلى الأطراف الأخرى التي ترسل مقاتلين مرتزقة إلى ليبيا.

ولفت الرئيس التركي إلى وجود مقاتلين في ليبيا قادمين من تشاد ومن مالي التي اعتبرها محتلة من قبل فرنسا.

وأضاف متسائلا: "ماذا يفعلون (الفرنسيون) في مالي وتشاد؟"، مؤكدا ضرورة مساءلة فرنسا عما تفعله في تلك المناطق.

وشدد أردوغان على أن تركيا عندما ترسل قواتها إلى مكان ما، فهي تفعل ذلك من أجل السلام.

وأكد أن القوات التركية موجودة في ليبيا بدعوة من هذا البلد، لافتا إلى وجود اتفاقية تعاون أمني وعسكري معها.

وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وقع الرئيس أردوغان، مذكرتي تفاهم مع رئيس الحكومة الليبية فائز السراج، الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.

- أحداث جامعة البوسفور

وفي السياق، انتقد أردوغان "إدانة" الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأحداث جامعة البوسفور (بوغازيتشي) الأخيرة في مدينة إسطنبول.

وقال: "أقول للولايات المتحدة ألا تخجلون باسم الديمقراطية مما حدث عندكم قبيل الانتخابات؟"

و أشار الرئيس التركي إلى الممارسات العنصرية في الولايات المتحدة، ومقتل مواطنين سود على يد الشرطة هناك، متسائلا:" كيف ستشرحون ذلك للعالم؟".

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أعرب عن "قلق" بلاده من حملة توقيفات استهدفت مثيري شغب خلال احتجاجات جامعة "بوغازيتشي".

وردت عليه الخارجية التركية مؤكدة في بيان أنه "لا يحق لأي جهة التدخل في شؤوننا الداخلية وحقوق التجمع والتظاهر وحرية التعبير مضمونة وفقا للدستور".

كما استنكر التصريحات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي وماكرون حول احتجاجات الجامعة، ودعا الأخير إلى "حل مسألة السترات الصفراء أولا" .

ولفت إلى عجز ماكرون عن حل موضوع الاحتجاجات ونزول الفرنسيين إلى الشوارع بشكل متكرر، مؤكدا أن تركيا لا تعاني من وضع كهذا وتنعم بالسلام والطمأنينة.

وكان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل أعرب عن قلقه إزاء تطورات جامعة البسفور ودعا إلى الإفراج عن المحتجزين.

ومحليا، اتهم أردوغان أحزاب "الشعب الجمهوري" والشعوب الديمقراطي" وحزب "إيي" المعارضة بالعمل على تأجيج أحداث جامعة البوسفور، مؤكدا أنه لا يمكن اعتبارها مجرد أحداث طلابية.

وأكد أن الحكومة لن تسمح باستغلال أحداث الجامعة لافتعال احتجاجات كما حصل في أحداث "منتزه غزي" عام 2013.

​​​​​​​وبدأت الاحتجاجات عقب تعيين أردوغان، البروفيسور مليح بولو، رئيسا جديدا للجامعة، مطلع العام الجاري.

وتخللت الاحتجاجات تطاول عدد من الطلاب على الكعبة المشرفة، قبل عدة أيام باستخدام رسوم ورموز تمثل المثليين.

وأوقفت السلطات التركية 4 طلاب على خلفية تلك الحادثة، إلى جانب 108 أشخاص، الإثنين، بسبب مشاركتهم في أحداث شغب أثناء الاحتجاجات غير المرخص بها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!