ترك برس

تجتمع صفتان جميلتان أو أكثر في بعض المناطق المعروفة والمشهورة، ولكن حديقة مينا تورك (Miniatürk)، تحمل جميع صفات الروعة والجمال، بصورة مصغرة، بحيث يطلق عليه اسم "تركيا مصغرة". وهي بالفعل حديقة ومتحف ومتنزه واستراحة وفن وثقافة ومتعة مطلقة لا مثيل لها، تقع في منطقة "سوتلوجة" على الشاطئ الشمالي الشرقي من القرن الذهبي في إسطنبول، وتم افتتاحها  بتاريخ 2 أيار/ مايو عام 2003.

يحتوي  "ميناتورك" على حديقة كبيرة رائعة، تستمتع العين بمشاهدتها، ولكن ما يزيد المكان روعة، وجود مجسمات دقيقة لمعالم تركية، تعود لآلاف السنين، حيث يمكن رؤية مجسماتها بنسبة 1/25 من الحجم الأصلي للمعلم، ومنها توفر فكرة للسائح عن كل المعالم السياحية في إسطنبول، بحيث يستطيع أن يختار ويأخذ نبذة ولمحة عن الأماكن التي يريد زيارتها في إسطنبول والأناضول، وحتى بعض المعالم الأخرى التي كانت تميّز الإمبراطورية العثمانية.

وتجد فيها 58 مجسم من الهياكل الموجودة في إسطنبول، و 52 من الأناضول، مثل: قصر "كوتشوك سو" وكنيسة "سانت أنطوان" وجسر البوسفور، و12 تنتشر في الأراضي العثمانية التي تقع خارج تركيا مثل: مجسم قبة الصخرة في القدس، ومسجد محمد علي في القاهرة.

وتم تحضير هذا المكان بمشاركة مهندسين عرب لبناء هذه المجسمات، وتغطي المنطقة مساحة مقدارها 60,000 متر مربع، وتعد بذلك واحدة من أكبر الحدائق المصغرة في العالم.

مجسم قصر كوتشوك سو من داخل تركيا

مجسم قبة الصخرة -  ميناتورك

وتوفر"ميناتورك" طريقة تسهل فيها للسائحين معرفة تاريخ هذه المجسمات، وذلك بإعطائهم بطاقة دخول يتم تمريرها على جهاز يسمى"الباركورد" مثبت بالقرب من كل مجسم، ومجرد مرور هذه البطاقة، يبدأ الزائر بالاستماع إلى المعلومات الخاصة عن كل مجسم، وبلغات ثلاثة: التركية، العربية والإنجليزية، وهذا ما يُعرف بالدليل السياحي الإلكتروني.

بطاقة الدخول

وما يزيد المنطقة إقبالا وحضورا، وجود ملاهي للأطفال داخل الحديقة، أبرز معالمها، حصان طروادة الشهير، والقلعة، وملعب الشطرنج، ومطعم وبازار سياحي للهدايا، بالإضافة إلى وجود محطة مواصلات خاصة، بجانب المكان، تسمى محطة "مينياتورك" ويمكن الوصول إليها من أي مكان في إسطنبول عن طريق المواصلات العامة.

وإقبال الزوار الكبير على هذا المكان، شجّع الأتراك على عمل حديقة بنفس الطراز مع اختلاف في الآثار الموجودة، وستكون في مدينة عنتاب، وسيتم افتتاحها قريبا.

هكذا نرى صورة الدولة العثمانية وتاريخها العريق، بعصورها المختلفة، بفنونها وثقافاتها المتنوعة على منطقة جغرافية صغيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!