جلال سلمي - خاص ترك برس

تختلف المدن عن بعضها من حيث الشكل أو الحجم أو النشاط الاقتصادي، فمنها المدن الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، ومنها الصناعية والزراعية والتجارية، ومنها المركزية والتابعة.

وفي هذا التقرير نتناول تصنيف الولايات التركية من حيث تخريجها للسياسيين الهامين، الذين تكرر وجودهم في سدة الحكم وحجم المؤسسات السياسية الموجودة فيها، ويمكن تصنيف المدن التركية على هذه الأسس بالشكل التالي:

ـ أنقرة: بعد تأسيس الجمهورية التركية بتاريخ 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1923، أصبحت أنقرة هي العاصمة السياسية لها، فهي تضم السفارات الأجنبية وجميع المؤسسات السياسية الرئيسية، مثل البرلمان ومقر رئاسة الوزراء ومقر رئاسة الجمهورية، كما أنها خرجت نخبة قيمة من السياسيين، على رأسهم وزير الدولة المستشار الاقتصادي الأسبق لرئيس الوزراء علي بابا جان، ومستشار الشؤون الخارجية الأسبق لرئيس الوزراء أمر الله إيشلر وغيرهما.

ـ إسطنبول: عاصمة الدولة العثمانية لمئات السنين وعاصمة الدولة البيزنطية قبلها، ومن ناحية سياسية تُصنف إسطنبول على أنها الولاية الثانية بعد أنقرة، إسطنبول هي العاصمة التجارية والسياحية لتركيا، ولكن من الناحية السياسية تُعد أنقرة هي العاصمة، وذلك لتمركز المؤسسات السياسية في أنقرة، وشغورها في إسطنبول، ويعود سبب جعل إسطنبول المدينة الثانية من ناحية سياسية إلى ترعرع العديد من السياسيين فيها؛ مثل رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الأسبق سليمان دميرال، ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الأسبق أيضًا تورغوت أوزال، ورئيس الوزراء الأسبق ورئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان. على الرغم من أن أصول هؤلاء السياسيين تعود إلى مدن أخرى غير إسطنبول، إلى أن نموهم في إسطنبول، جعل منها المدينة السياسية الثانية في تركيا.

ـ قيصري: هي ولاية التجار، ويُضرب بها المثل في تركيا، عند ذكر التجارة وبراعة التجار، تنقل المواثيق التاريخية بأن مؤسس الجمهورية التركية الحالية مصطفى كمال أتاتورك، في بادئ الأمر، أراد اختيارها كعاصمة سياسية، لتنعمها بحصانة وحماية طبيعيتين من خلال احتضان الجبال لها، ولكن مستشاروه أشاروا عليه بأنقرة لموقعها المتوسط لكافة المدن التركية ولتضاريسها التي توفر حصانة طبيعية أكثر من مدينة قيصري.

تخرج العديد من السياسيين من قيصري، الأمر الذي جعل منها المدينة السياسية الثالثة في أنقرة، ويمكن ذكر النخبة الرئيسية التي تخرجت من مدينة قيصري على النحو التالي؛ وزير الخارجية ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الأسبق عبد الله غل، ومؤسس حزب الحركة القومية ألب أرسلان توركيش.

ـ قونيا: تُعد أكبر الولايات التركية مساحة، أما من ناحية الترتيب السياسية فتحوز على الدرجة الرابعة، تُعد قونيا مسقط رأس العديد من السياسيين الذين لعبوا دورًا مهمًا في إدارة تركيا، أهم هذه الأسماء؛ رئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو، وتمتاز قونيا بأنها أكثر ولاية تُخرج المستشارين السياسيين الذين يعملون في مواقع مرموقة في الدولة.

ـ يوزغات: ولاية قريبة من أنقرة، تُعد المدينة التركية الخامسة من ناحية سياسية، رئيس البرلمان الأسبق جميل جيجيك، ووزير الطاقة والمصادر الطبيعية طانير يلديز، ووزير العدل بكر بوزداغ أهم الأسماء التي تعود أصولها إليها.

ـ أوردو: تقع أوردو على ساحل البحر الأسود شمال غربي تركيا، حازت على المرتبة السادسة من ناحية سياسية وفقًا لعدد الوزراء والمستشارين السياسيين الذين تعود أصولهم إليها، أهم هذه الأسماء؛ مساعد رئيس الوزراء نعمان كوتولموش، ووزير الداخلية الأسبق إدريس نعيم شاهين.

هذه من أهم الولايات تخريجًا للسياسيين في تركيا، وكانت المرتبة السادسة هي المرتبة الأخيرة لأن هناك بعض المدن، على رأسها بينغول والعزي، ما زالت تتنافس مع بعضها البعض  للتفرد بالمرتبة السابعة ولكن التساوي النسبي لعدد الوزراء والنواب والمستشارين السياسيين يحول دون جعل واحدة منهم تتفوق على الأخرى.

المدن المذكورة أعلاه هي الولايات الرئيسية في تركيا، من ناحية سياسية، أما الولايات الأخرى فتعد مدن فرعية وليس لها كيان ملحوظ في الإدارة السياسية التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!