كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

تحدث فتح الله غولن في آخر مقابلة له عن فدائيي حركة الخدمة الذين يضحون بأرواحهم ويقتلون من أجل سلامة هذه الحركة، فبعد آلاف المحاولات الفاشلة التي استخدمها غولن لإسقاط النظام التركي، لجأ إلى طريق الاغتيالات الذي سلكه زعيم جماعة الحشاشين من قبل "حسن الصباح" باستخدام فدائيين مخلصيين، وما اغتيال السفير الروسي "أندريه كارلوف" إلا دليل واضح على بداية هذه المرحلة.

يحاول غولن بهذه الاغتيالات جر تركيا إلى الفوضى والإضطراب بعد فشله في الانقلاب الأخير، بمعنى آخر يسعى غولن إلى إيجاد أرضية جديدة للقيام بإنقلاب جديد على الدولة التركية.

إن تنظيمي غولن و العمال الكردستاني يسيران على نفس النهج، وهما يكملان بعضمها البعض من خلال التفجيرات الانتحارية لحزب العمال الكردستاني وفدائيي حركة الخدمة الإرهابية، فكلا التنظيمين سلكا هذا المنحى الدموي الشديد من الإرهاب لنفاذ كافة أوراقهم في الداخل، وبسبب كشف الشعب والدولة لكل مخططاتهما.

ظن فتح الله غولن أنه بقتل السفير الروسي بواسطة الشاب التركي الذي كان يردد صيحات إسلامية أن يحمل مسؤولية قتله للإسلاميين أي بتعبير آخر "ضرب عصفورين بحجر" لكن تمنياته باءت بخيبة الأمل، فبمجرد مرور دقائق على عملية الاغتيال صرح كلا الطرفين الروسي والتركي بأن هدف هذا الاغتيال كان المساس بالعلاقات الروسية التركية.

وكما نعلم سابقا أن تنظيم غولن نجح في تخريب العلاقات الروسية التركية بإسقاطه الطائرة الروسية، لكنه هذه المرة لم يفلح وجاء الرد سريعا من وكالة انترفاكس الروسية بأن تنظيم غولن هو من يقف خلف اغتيال السفير الروسي وهذا يعني أن أيام تنظيم غولن أصبحت معدودة.

إن هدف هذا العمل الاستفزازي هو النيل من العلاقات التركية الروسية، وما انعقاد القمة الثلاثية في موسكو البارحة وعدم تأجيلها إلا دليل قاطع على دراية الطرفين الروسي التركي ووعيهما التام بغاية هذا الاغتيال.

لن تثني تفجيرات حزب العمال الكردستاني الانتحارية ولا اغتيالات فدائيي حركة الخدمة عزيمة تركيا في مواصلة مشوارها، وكما نلاحظ فإن الموقف التركي أصبح أقوى في القضيتين السورية والعراقية رغم ضعف الأمن والاستخبارات التركية، بل وستزيد تركيا من قوتها و تأثيرها في المنطقة ولن تفلح العمليات الإرهابية في تحويل الموقف التركي عن سوريا والعراق.

تقف تركيا صامدة بوجه كل المؤامرات التي تحاك ضدها وضد شعبها والتي هدفها النيل من استقرارها وأمنها في أصعب الظروف،  فهي أمل الشعوب، ومادامت ثقة الشعب بدولته متينة فلن يركع الإرهاب تركيا أبدا.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس