ترك برس

كشفت تقارير إعلامية عن فشل أطراف النزاع في التوصل إلى هدنة دائمة لوقف القتال في ليبيا، خلال مباحثات السلام التي استضافتها موسكو، بمبادرة تركية-روسية.

وأشارت وكالة رويترز إلى إحراز الطرفين المتحاربين في ليبيا بعض التقدم في محادثات سلام غير مباشرة في موسكو يوم الاثنين، "لكنهما فشلا في التوصل إلى اتفاق حول هدنة دائمة وغير مشروطة".

وخلال محادثات استمرت لنحو ثماني ساعات، حث الوسيطان الروسي والتركي الطرفين المتنافسين على توقيع هدنة ملزمة تنهي حربهما وتمهد الطريق لتسوية قد تؤدي لاستقرار هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن فائز السراج الذي يرأس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس وقع على اتفاق وقف إطلاق النار.

لكن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال إن خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا، طلب مزيدا من الوقت لدراسة وقف إطلاق النار.

وقال لافروف للصحفيين في مقر انعقاد المحادثات "اليوم نستطيع أن نقول إنه جرى إحراز بعض التقدم". فيما قال تشاووش أوغلو إن حفتر طلب مهلة حتى صباح الثلاثاء لدراسة الاتفاق.

ومسعى السلام التركي الروسي، الذي بدا أنه شهد إجراء محادثات غير مباشرة مرهقة بدلا من محادثات مباشرة بين الوفدين الليبيين، هو أحدث محاولة لإنهاء حالة الفوضى المستمرة في ليبيا منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي في 2011.

وفي مؤشر على أنه قد يواصل هجومه، قال ما يسمى "الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده حفتر، في موقعه الرسمي على الإنترنت "جاهزون وعلى النصر مصممون".

ولم يذكر أي تفاصيل لكن موقعا آخر مرتبط بالقوة قال إن حفتر لن يوقع مقترح السلام. وذكرت قنوات مؤيدة لحفتر أن الأخير غادر موسكو بالفعل.

وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن السراج رفض إجراء محادثات مباشرة مع حفتر، مما اضطر دبلوماسيين روسا وأتراكا للقيام بجهود الوساطة بين الوفدين الليبيين.

تدعم تركيا السراج في حين نُشر متعاقدون عسكريون روس في صفوف قوات حفتر المدعومة كذلك من الإمارات ومصر والأردن.

وجاءت المحادثات في موسكو بعد أن أدى وقف لإطلاق النار في ليبيا دعت إليه تركيا وروسيا إلى تهدئة القتال العنيف والضربات الجوية يوم الأحد لكن الطرفين تبادلا الاتهامات بانتهاك الهدنة مع استمرار المناوشات حول طرابلس.

في السياق، ذكرت شبكة الجزيرة القطرية أن مسودة الوثيقة التي عُرضت على الطرفين خلال مباحثات موسكو، نصت على ما يلي:

1- وقف جميع الأعمال العسكرية وفق الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الأحد بمبادرة تركية روسية.

2- تحديد خط التماس بين الطرفين المتحاربين بهدف ضمان استمرار وقف إطلاق النار وإعادة الحياة إلى طبيعتها في طرابلس وكافة المدن الليبية.

3- تأمين إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.

4- تشكيل لجنة عسكرية مؤلفة من خمسة أشخاص من كل طرف للقيام بالآتي:

- تحديد خط التماس بين الأطراف المتحاربة.

- مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

- ضمان استمرارية وقف إطلاق النار.

5- تعيين ممثلين عن الفرقاء الليبيين للمشاركة في مسارات الحوار الاقتصادي والعسكري والأمني والسياسي التي سيطلقها ممثل الأمم المتحدة في ليبيا.

6- تشكيل لجان عمل لتحديد -عبر التفاوض- شكل التسوية السياسية والقضايا المتعلقة بالشؤون الإنسانية وتعافي الاقتصاد.

والاثنين، عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في المجمع الرئاسي، وذلك عقب اجتماعين أحدهما ثنائي والآخر بين وفدي البلدين.

وأشار الرئيس أردوغان، إلى أنه تناول مع رئيس الوزراء الإيطالي خلال اجتماعهما الوضع في ليبيا بشكل رئيسي، فضلًا عن القضية السورية والعلاقات بين البلدين. 

وأضاف: "تركيا دعمت مبادرات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، ومسار برلين المتعلقة بليبيا، وستواصل دعمها. أما بالنسبة للقمة التي ستعقد في برلين في نهاية هذا الأسبوع أنا والسيد فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإيطالي كونتي مصممون على المشاركة فيها".

ولفت إلى أن الوفود تواصل محادثاتها في موسكو، وقال "آمل بشكل خاص أن يتم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا بالمستقبل القريب".

وأوضح الرئيس أردوغان إنه أطلع رئيس الوزراء الإيطالي كونتي على الجهود المبذولة في سبيل تحقيق التهدئة بسوريا والقضاء على الإرهاب. 

وأردف قائلًا: "لفت الانتباه إلى أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب. وفي هذا السياق أكدت على تطلعي للحصول على دعم إيطاليا في الجهود المبذولة للمحافظة على التهدئة في منطقة خفض التصعيد في إدلب".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!