ترك برس 

وصف مسؤول في الإدارة الأمريكية على دراية بالعلاقات مع تركيا، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه سياسي بارع وخبير استراتيجي بارز لا ينبغي الاستهانة به، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ليس أمامها خيار سوى التعامل مع تركيا بسبب أهمية موقعها.

وجاء حديث المسؤول الأمريكي في سياق تقرير لموقع "ديفينس وان" عن العلاقات المضطربة بين تركيا وحلفائها الغربيين، بسبب شراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400، والعملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا ضد تنظيم "ي ب ك" المتحالفة مع واشنطن. 

وقال المسؤول الذي لم يكشف عن هويته للموقع إن "تركيا تفعل ما هو جيد بالنسبة لها في هذه المرحلة دون اعتبار للولايات المتحدة، ولذلك فإن السؤال قد لا يصبح فقط هل يمكننا العيش مع تركيا المارقة، بل هل لدينا خيار؟".

وأشار الموقع إلى أن الإدارة الأمريكية غير راضية عن الإجراءات داخل الكونغرس ضد تركيا والتهديد بطردها من الناتو. ويدرك المسؤولون تمامًا تكلفة الانقسام الأعمق مع تركيا، وفقًا لما ذكره نصف المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا دون الكشف عن هويتهم مع "ديفنس وان" عن العلاقات الحساسة بين تركيا والولايات المتحدة. 

وأوضح الموقع أن مخاطر استبعاد تركيا تشمل الوصول إلى كثير من المواقع الرئيسية للولايات المتحدة وحلف الناتو، وفي مقدمتها قاعدة إنجرليك الجوية، كما تسيطر تركيا أيضًا على مضيق البوسفور، والذي يعني بموجب اتفاقية عام 1936 أنها تتحكم في الوصول البحري إلى البحر الأسود ومنه.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن "التوتر في العلاقات التركية الأمريكية ليس جديدا، ولكن المشكلة تكمن في الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يحكم تركيا فعليا منذ أن أصبح رئيسا للوزراء في عام 2003، ووسع صلاحياته في عام 2014 وأمسك بزمام السلطة."

وقال المسؤول الأمريكي: "في عهد أردوغان استغلت تركيا القوة التي تستمدها من أهمية موقعها الجغرافي بشكل أفضل مما كانت عليه في ظل أي زعيم آخر في الذاكرة الحديثة". 

وأضاف أن زيارة أردوغان الأخيرة للمكتب البيضاوي، والتي جاءت بعد العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وقدرته على تحدي الضغط بشأن منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S-400 هي أمور لم تعرف من قبل. 

وقال مسؤول حكومي كبير آخر في رسالة بالبريد الإلكتروني: "هناك إحباط كبير من أردوغان شخصياً داخل الإدارة الأمريكية. الرئيس يحبه، لكن بقية الإدارة تعتبره ورقة شريرة، يتصرف بطرق شديدة الخطورة."

وقال مسؤول كبير آخر في الإدارة: "كل شخص أعرفه في إدارة ترامب يعتقد أن تصرفات تركيا في سوريا قد غيرت العلاقة بشكل جذري".

ويزعم بعض المحللين والمشرعين الأمريكيين أن شراء تركيا لمنظومة S-400 يدل على أنها تبتعد عن الولايات المتحدة وبقية حلف الناتو، وتتقرب من روسيا، أو أن روسيا تستخدم الخلافات الحالية في العلاقة لمحاولة إبعاد تركيا عن الناتو.

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب: "المشكلة الأكبر في العلاقة الآن هي  F-35 / S-400. لا يرغب أي من الجانبين في التراجع رغم الجهود رفيعة المستوى التي تبذل للتوصل إلى تسوية. 

لكن بعض المتخصصين في الشأن التركي داخل إدارة ترامب يرون أن هذا التقييم مختزل. 

وقال المسؤول الأمريكي المضطلع على العلاقات مع تركيا: "إن أنقرة اتخذت دائمًا قرارات تكتيكية واستراتيجية بناءً على ما تعتبره مصالحها الفضلى".

وبالنسبة  للعملية العسكرية التركية في سوريا، يشير كثير من المحللين والمختصين بالشأن التركي في واشنطن إلى أن صناع القرار الأمريكي قللوا من أهمية نظرة  أردوغان للأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة على حدوده الجنوبية بوصفهم تهديدًا وجوديًا.

وقال المسؤول: "إنها منطقة ترغب فيها تركيا في قبول أكبر المخاطر".

ويرجع بعض المحللين تقارب تركيا التكتيكي مع روسيا إلى عدم اليقين تجاه واشنطن.

وقالت إليسا سلوتكين، النائب الديمقراطية من ولاية ميشيغان وعضوة لجنة الخدمات المسلحة والمسؤولة البارزة السابقة في البنتاغون: "أعتقد أن تركيا تفعل ما تفعله الكثير من الدول في الوقت الحالي، من تنويع علاقاتها  وسياستها، لأنهم غير متأكدين من العلاقة المستقبلية مع الولايات المتحدة". 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!