ترك برس

وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، علاقات بلاده مع تركيا خلال المرحلة الراهنة، بأنها الأفضل في كافة المجالات، مؤكدا عزم كييف وأنقرة على مواصلة الاستثمار في علاقاتهما الثنائية.

وأضاف كوليبا، في مقابلة مع وكالة الأناضول، أن العلاقات بين أوكرانيا وتركيا ليست جيدة فقط على صعيد التعاون بين البلدين، بل أيضا من حيث استقرار منطقة البحر الأسود كلها.

وأكد أن علاقات أوكرانيا الراهنة مع تركيا تعيش أفضل مراحلها، إذ تشعر كييف بالرضا عن مستوى التفاهم بين الدولتين وقيادتيهما السياسية وحجم المشاريع المشتركة.

ولفت إلى أن التعاون الثنائي بين البلدين، "ينعكس بشكل إيجابي على استقرار منطقة البحر الأسود كلها".

وأوضح أن أوكرانيا عاقدة العزم على مواصلة الاستثمار في العلاقات مع تركيا، بعدما لمست النية والعزم نفسه عند أنقرة.

وأشار إلى أن القيادة السياسية في كييف تشعر بالسرور من مستوى التعاون القائم مع أنقرة، لا سيما في مجال مشروع الطائرة الهجومية المسيرة "أقنجي".

وأردف: "تم بناء الثقة وآليات الإنتاج بين البلدين من خلال هذا المشروع (أقنجي)، وبعد الانتهاء منه بنجاح، سنعمل على مشاريع كبيرة أخرى أكثر طموحا".

واستدرك: "لهذا السبب، فإن مشروع أقنجي ليس مهما من الناحية العسكرية فقط، ولكن من أجل توطيد أواصر التآزر والتعاون بمختلف المجالات الصناعية بين البلدين".

يُذكر أن أوكرانيا وتركيا تتعاونان فيما يخص إنتاج المسيرة التركية "أقنجي"، حيث تستخدم أنقرة في إنتاجها محركات أوكرانية، فيما تعد كييف زبونا في هذا النوع من الطائرات.

- إنتاج طائرة الشحن "أنتونوف"

كما ذكر الوزير الأوكراني، أن مشروع إنتاج طائرات شحن من طراز "أنتونوف" مدرج أيضا ضمن جدول الأعمال بين البلدين.

واستطرد: "هناك طلب كبير على طائرات الشحن حول العالم، بعض الدول ترغب في تنفيذ مشاريع مشتركة بخصوص طائرة الشحن أنتونوف، إلا أن القيادة السياسية بأوكرانيا تفضل العمل مع النظراء الأتراك بهذا المشروع".

وأعلن أن بلاده ستستضيف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في النصف الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وتابع: "ستكون المحادثات التي سنجريها مع تشاووش أوغلو هي الأولى من نوعها بصيغة رباعية، هذه الصيغة ستجمع وزراء الخارجية والدفاع في البلدين على مائدة محادثات واحدة".

وأردف: "تم الاتفاق على هذه الصيغة خلال المحادثات الأخيرة التي جرت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أثناء زيارة الأخير لإسطنبول في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي".

وأوضح أن "المحادثات الرباعية ستتناول قضايا تخص التعاون فيما يتعلق بالإنتاج المشترك لطائرة الشحن أنتونوف (..) التعاون في هذا المشروع سيظهر عمق ومتانة العلاقات بين البلدين".

وحول إبرام اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين، أعرب الوزير الأوكراني، عن أمله أن تسفر المحادثات المتواصلة في هذا الخصوص عن نتائج ملموسة، وتطلق العنان للإمكانات الضخمة للجانبين بمجال التجارة الثنائية.

وأكد أن "هناك إرادة سياسية لدى كلا الجانبين، ستوسع آفاق التعاون. يعكف خبراء أوكرانيون حاليا على صياغة بعض البنود التقنية المتعلقة بالأجزاء النهائية من اتفاقية التجارة الحرة ومناقشة الجوانب الأكثر حساسية لهذه الاتفاقية".

ووأعرب عن أمله "أن يتمكن الخبراء في أقصر وقت، من إيجاد حلول تهدف للوصول إلى اتفاقية متوازنة تنعكس بصورة إيجابية على التعاون التجاري بين البلدين والشعبين الصديقين".

- دعم سيادة أذربيجان على "قره باغ"

وحول موقف بلاده من حرب "قره باغ"، أكد كوليبا أن أوكرانيا دعمت دائما وحدة أراضي أذربيجان وسيادتها.

وأضاف: "أوكرانيا تنظر إلى قضية قره باغ من منظور القانون الدولي، موقفنا واضح جدا في هذا الشأن، نحن نمتلك نفس المقاربة مع تركيا".

وتابع: "نحن على دراية تامة بالأسباب والروابط الخاصة بين تركيا وأذربيجان، كما أن الاتفاق الأخير بين أذربيجان وأرمينيا يظهر أن المشاكل التي أريد لها أن تكون مجمدة هي ليست كذلك في الواقع".

وأفاد: "تبدو كل مشكلة على أنها مجمدة للوهلة الأولى، لكنها تكون في الواقع جاهزة للانفجار في أي لحظة. هذا الوضع ينطبق على جميع الأزمات في العالم، هذا هو أهم درس يمكن تعلمه من قره باغ".

وأوضح أن قضية "قره باغ" تمثل أهمية خاصة بالنسبة إلى أوكرانيا، التي تتعرض لـ"عدوان روسي"، وفق تعبيره.

وقال: "احتلت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني، ولا يزال جنودنا يتعرضون لاعتداءات مسلحة شرقي البلاد، خلال الفترة الماضية انخفضت حدة الصراعات المسلحة شرقي أوكرانيا لكنها لا تزال قائمة".

وذكر أن المعارك في "قره باغ" أظهرت عناصر عسكرية جديدة للحرب الحديثة، حيث يعكف جنرالات الجيش الأوكراني على دراسة تفاصيل الحرب بالإقليم كمثال حي للحروب الحديثة.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلقت أذربيجان عملية عسكرية لتحرير أراضيها المحتلة في إقليم "قره باغ"، وذلك عقب هجوم شنته أرمينيا على مناطق مأهولة مدنية.

وبعد معارك ضارية استمرت نحو 4 أسابيع، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات كانت محتلة قبل نهاية العام الحالي.

- موقف واحد من ليبيا

من جهة أخرى، أعرب الوزير الأوكراني، عن شعوره بالأسف لاستمرار الصراعات في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

كما أعرب عن أمله إيجاد حل قانوني وسياسي في إطار القبول المتبادل حول شرق المتوسط، والابتعاد عن استخدام الحلول العسكرية.

وأوضح أن جميع البلدان الأوروبية المطلة على البحرين الأسود والمتوسط، تعتبر بلدانا جارة وصديقة لأوكرانيا "باستثناء روسيا التي هي مجرد جار وليست صديقة لبلادنا".

وأكد أن لدى أوكرانيا وتركيا موقفا متطابقا تجاه القضية الليبية، حيث امتلكت كييف قبل الحرب علاقات جيدة جدا مع طرابلس وتجارة ثنائية ممتازة.

وأردف: "سنواصل دعم القوات الشرعية (التابعة للحكومة الليبية المعترف بها دوليا) التي تدعمها الأمم المتحدة من أجل استعادة النظام والعلاقات الاقتصادية في ليبيا".

وتقدم بالشكر لنظيره التركي على الجهود التي يبذلها للدفع بعلاقات البلدين قدما نحو الأمام.

وختم بالقول: "نجري تبادلا لوجهات النظر مع تركيا حول بعض القضايا المحددة المتعلقة بليبيا، لذلك هناك حوار وتعاون بيننا في هذه المسألة".

وتعاني ليبيا، منذ سنوات، انقساما في الأجسام التشريعية والتنفيذية، ما نتج عنه نزاع مسلح، أودى بحياة مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!