ترك برس - ديلي صباح

بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو حول علاقة مزعومة بين حركة فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني PKK، ادّعت مصادر رفيعة المستوى في رئاسة الوزراء أنّ الولايات المتحدة كانت لفترة طويلة تستغل حركة غولن في التواصل مع PKK.

وكان داود أوغلو قد صرح بأنّ الحكومة متيقّظة تماماً للتواصل بين حركة غولن وحزب العمال الكردستاني، مضيفاً أنّ من حقّ الشعب أن يعرف ذلك.

وقال داود أوغلو "إنّ لدينا وثائق واضحة (تخص هذه العلاقة). وهذه ليست شائعة. هذه علاقة". وذكر مصدر في رئاسة الوزراء التركية طلب عدم ذكر اسمه، أنّ هناك دليلاً دامغاً يشير إلى أنّ حركة غولن قد تواصلت مع حزب العمال الكردستاني PKK لتسهيل التواصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والتنظيم. وقال المصدر: "كما صرّح داود أوغلو في وقت قريب، فإنّ هناك صلة مباشرة بين حركة غولن وحزب العمال الكردستاني، وقد أنشئت هذه الصلة مؤخراً لتسهيل التواصل بين الولايات المتحدة وPKK".

ووفقاً للمصدر، فقد طلبت الولايات المتحدة خطّ اتصال من حركة غولن بسبب الوضعية القانونية لحزب العمال الكردستاني. وأكّد المصدر رفيع المستوى أنّ "عدداً من الدول والهيئات، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو، صنّفت حزب العمال الكردستاني PKK كمنظمة إرهابية، ولذلك لم يكن بالإمكان جلوس مسؤولين أمريكان على نفس الطاولة معه، وفضّلوا استخدام حركة غولن قناة للتواصل معه".

رداً على ذلك، قال نائب رئيس اتحاد المجتمعات الكردية KCK جميل باييك إنّ حزب العمال الكردستاني أراد أن يتواصل مع حركة غولن إلا أنّ الحركة رفضت ذلك، وذلك في تصريح له لقناة IMC TV التركية.

وقال باييك: "أردنا أن نتواصل مع حركة غولن، كما تواصلنا مع حزب العدالة والتنمية... إلا أنّ الحركة لم تكن تودّ التواصل معها لأنّ لديها ميولاً قوميةً ومعادية للأكراد".

في هذه الأثناء، كتب الصحفي كورتولوش تاييز الذي قضى 13 سنة في السجن لكونه عضواً في حزب العمال الكردستاني PKK، أنّ حركة غولن عقدت تحالفاً مع الحزب.

وقال تاييز: "عرفت أنّ حركة غولن عقدت تحالفاً مع تنظيم حزب العمال الكردستاني PKK في شمال العراق. فهم يحاولون إقناع PKK بالتعاون مع CHP"، مضيفاً أنّ الحركة "كرّست جهوداً تعمل عليها لكسب ثقة التنظيم". وزعم تاييز كذلك أنّ مقترح انضمام حزب الشعوب الديمقراطي لحزب الشعب الجمهوري قبل الانتخابات، تحت اسم "حزب الشعب الديمقراطي" هو في الحقيقة نتيجة لحركة غولن".

بالنسبة إلى تورط الولايات المتحدة في عملية المصالحة مع الأكراد كطرف ثالث، قال باييك في تشرين الثاني الماضي إنّ الأكراد سيرحبون بالولايات المتحدة كوسيط. وبعد هذه الحادثة، زعم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان أنّ تورط عناصر أجنبية في مشاكل تركيا المحلية لن تكون له نتائج إيجابية، ومن شأنه فقط أن يفاقم ويعقّد عملية إيجاد حلول للقضايا. وأضاف أردوغان: "لا يمكننا حل هذه القضية بتدخل أمريكي. ومنذ سنوات لعب شخص بريطاني دور الوساطة مع قنديل (في إشارة إلى جبال قنديل حيث يقيم بعض قادة التنظيم). وكان يتصرف كطرف ثالث. وقد أوصل العملية إلى طريق مسدود بدلاً من أن يسير بها قدُماً. نفس هؤلاء اللاعبين لعبوا دوراً في أوسلو أيضاً. ومرة أخرى، لم تتمخض عن ذلك أي نتائج. ينبغي علينا تولي شؤوننا الخاصة بأنفسنا الآن".

كانت هناك مزاعم بأنّ العلاقات بين أجهزة الاستخبارات الأمريكية وحركة غولن لها جذور في الماضي القريب. فقد قال أحد موظفي جهاز الاستخبارات الوطنية التركي MIT، عثمان نوري غونديش في كتابه "شاهد على الاستحواذ والفوضى"، بأنّ فتح الله غولن ربط نفسه في ثمانينيات القرن الماضي بدوائر شرسة مضادة للشيوعية في تركيا، مدعومة بشكل مشترك من قبل وكالة الاستخبارات المركزية CIA والشبكة السرية Gladio. كما زعم غونديش كذلك أنّ السفير الأمريكي السابق مورتون أبراموفيتز دافع عن غولن، وأنّ الأمر انتهى بظهور مشاكل بين أبراموفيتز وإدارة الهجرة الأمريكية.

كما أشارت وثائق نشرها موقع ويكيليكس بتاريخ 4 آب/ أغسطس 2005 إلى أنّ قائد شرطة إسطنبول "ربّي إسحاق هاليفا" ناقش مسألة كتابة رسالة إلى غولن ردّاً على طلبه "التصدّي إلى اعتقاد سائد في أجزاء من الولايات المتحدة بأنّه "إسلامي راديكالي" تخفي رسالته المعتدلة أجندة أكثر شراً وراديكالية".

وفقاً للوثيقة، فإنّ أهمية التصدي لهذه المخاوف كانت تنبع من وثائق لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي FBI تلقاها داعموا غولن عبر طلب تقدموا به في إطار قانون حرية المعلومات FOIA. علاوة على ذلك، قالت الوثيقة إنّ ملحق مكتب التحقيقات الفدرالي في القنصلية التركية بإسطنبول "تمّ التواصل معه من قبل رجال شرطة مع حركة غولن طلبوا أن يوفّر المكتب لهم "شهادة صحية نظيفة" لغولن".

يُذكر أنّ الحكومة التركية تعدّ حركة غولن تهديداً قومياً بعد اتّهامه بالتنصّت على آلاف الناس، بما فيهم مسؤولون في الحكومة التركية، وتشفير هواتف واختراق مؤسسات الدولة بهدف إسقاط الحكومة. ويقود الحركة فتح الله غولن الذي يعيش في منفىً فرضه على نفسه في الولايات المتحدة الأمريكية. ويُعتقد أنّ الحركة تقف ضدّ عملية المصالحة التي بدأت بين المواطنين الأكراد والدولة التركية لإنهاء الصراع الذي امتد سنوات بين الحكومة التركية وتنظيم حزب العمال الكردستاني PKK.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!