ترك برس

لم تكن التصريحات الأخيرة لمسؤولين إسرائيليين كبار أعلنوا فيها دعمهم  للاستفتاء المرتقب لإقليم شمال العراق، وإنشاء دولة كردية مستقلة، مفاجئًا للمسؤولين الأتراك، نظرا للعلاقات التاريخية بين بعض الجماعات الكردية وإسرائيل، ولكن الموقف الإسرائيلي الجديد كان رسالة ابتزاز إسرائيلية إلى الرئيس التركي أردوغان، لإيقاف تأييده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ودعمه لحركة حماس.

وكتب تسفي برئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس، إنه لم يكن من قبيل الصدفة أن تصريح نتنياهو الداعم لاستقلال الأكراد جاء بعد بضعة أيام من تصريح وزيرة العدل، أيليت شاكيد، في إطار المنافسة بين نتنياهو وخصومه في اليمين، إلا أن شاكيد ذهبت بعيدا حين قالت إن مصلحة إسرائيل وأمريكا في إقامة دولة كردية في العراق أولا ثم في تركيا وإيران.

وينوه برئيل إلى أن الموقف الإسرائيلي الداعم لإقامة دولة كردية مستقلة ليس جديدا، فقد صدرت تصريحات مماثلة من نتنياهو نفسه في عام 2014، ولكن تصريحه الأخير في التوقيت الحالي وقبل أسبوعين من إجراء الاستفتاء في شمال العراق هو رسالة إسرائيلية تحمل أكثر من مجرد الدعم الدعم القيمي للأكراد.

وأوضح أن هذا الموقف يوجه ضربة قوية إلى الرئيس التركي أردوغان الذي يعارض من الناحية الإيديولوجية والاستراتيجية إقامة دولة كردية مستقلة،.فهذا الموقف هو رسالة مزدوجة إلى تركيا، مفادها مادامت تركيا تدعم حماس، ولا تصنفها منظمة إرهابية، فستتلقى ضربة قوية في داخلها، وأن من يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فمن الأفضل له أن يستعد لأن تشجع إسرائيل إقامة دولة كردية مستقلة.

ورأى المحلل الإسرائيلي أن من الصعب القول بأن التصريحات الإسرائيلية قد فاجأت المسؤولين الأتراك، فبعد حادثة أسطول الحرية، وعندما نفذ حزب العمال الكردستاني الإرهابي هجمات على أهداف تركية، ترددت أصوات في البرلمان التركي تتهم إسرائيل مباشرة بالتحالف مع الحزب كرد انتقامي على دعم تركيا لأسطول الحرية.

وأضاف إن تركيا يمكن أن تستند أيضا إلى تصريح نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، الجنرال يائير جولان الذي قال في مؤتمر لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط إنه لا يرى البي كي كي حزبا إرهابيا، وإن إقامة دولة كردية أمر جيد. وهو كلام تعده تركيا دليلا على تأييد إسرائيل لمنظمات إرهابية.

ولكن التصريحات الإسرائيلية العلنية الداعمة لاستقلال الأكراد أدت مفعولا عكسيا كما يرى بعض المسؤولين الأكراد الذين تحدثت معهم الصحيفة، إذ قال مسؤول كبير في الإدارة الكردية المستقلة: "إننا سعداء بدعم رئيس الحكومة الإسرائيلية لإقامة دولة كردية، لكننا كنا نأمل من إسرائيل العمل الدبلوماسي الهادئ، وليس السياسة الصاخبة التي قد تضر بنسيج العلاقة الضعيف مع الدول المجاورة".

وأضاف المسؤول الكردي إن إسرائيل لو كانت تريد حقا المساعدة، لكان بمقدورها أن تحرك القضية في البيت الأبيض، وأن تدفع الإدارة الأمريكية للإعلان عن دعمها لإنشاء الدولة. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!